أعلنت أكثر من 250 وسيلة إعلامية من 50 دولة عن تعطيل صفحاتها الأولى ومواقعها الإلكترونية وبثها المباشر لمدة 24 ساعة للمطالبة بوقف قتل الصحفيين في غزة والدعوة إلى السماح للصحافة الدولية بالوصول إلى القطاع، واعتبرت ذلك "احتجاجًا عالميًا غير مسبوق".
وتحجِب المنصة صفحتَها الرئيسيةَ وتتشحُ بالسواد إلى جانب ما يزيد عن 250 وسيلةً إعلاميةً، اليوم الاثنين لمدة 24 ساعة، ضمن حملة تنظمها مؤسستا آفاز/Avaaz ومراسلون بلا حدود/RSF.
وقالت المؤسسات المشاركة في الاحتجاج في بيان إنها "أول مرة في التاريخ الحديث تنسق غرف الأخبار في جميع القارات احتجاجًا تحريريًا واسع النطاق".
وأوضحت تفاصيل الاحتجاج في بيانها، قائلة "ستنشر الصحف المطبوعة صفحات أولى سوداء تحمل رسالة قوية. وستوقف محطات البث الإذاعي والتليفزيوني برامجها لتبث بيانًا مشتركًا. وستقوم وسائل الإعلام الإلكترونية بتعتيم صفحاتها الرئيسية أو لافتاتها تضامنًا مع هذه الحملة. كما يشارك في هذه الحملة محررون ومراسلون وصحفيون آخرون".
تأتي هذه الحملة في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى من الصحفيين في غزة إلى 247 منذ 7 أكتوبر 2023، ما اعتبرته المؤسسات في بيانها "أكثر الصراعات دموية للصحفيين في العصر الحديث"، وقالت إن إسرائيل "منعت وسائل الإعلام الأجنبية من دخول غزة منذ ما يقرب من عامين، تاركة الصحفيين الفلسطينيين يغطون الأحداث تحت النيران".
https://x.com/Almanassa_AR/status/1962228899137614315
وفي البيان قال المدير العام لمنظمة مراسلون بلا حدود تيبو بروتين "بالوتيرة التي يقتل بها الجيش الإسرائيلي الصحفيين في غزة، لن يبقى قريبًا أحد لإبقاء العالم على اطلاع. هذه ليست حربًا على غزة فحسب، بل حرب على الصحافة نفسها. الصحفيون يُقتلون ويُستهدفون وتُشوه سمعتهم. بدونهم، من سيتحدث عن المجاعة، ومن سيكشف جرائم الحرب، ومن سيدين الإبادة الجماعية؟".
وأضاف "بعد عشرة سنوات من اعتماد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 بالإجماع، نشهد، أمام أعين العالم بأسره، تآكل ضمانات القانون الدولي لحماية الصحفيين. إن تضامن وسائل الإعلام والصحفيين في جميع أنحاء العالم أمر ضروري. يجب أن نشكرهم: إن أخوة الصحفيين هي التي ستنقذ حرية الصحافة، والأخوة هي التي ستنقذ الحرية".
وصدر قرار مجلس الأمن رقم 2222 في 27 مايو/أيار 2015 بشأن حماية الصحفيين والأفراد المرتبطين بالإعلام في حالات النزاع المسلح، وينص على وجوب حماية الصحفيين والإعلاميين كمدنيين، ويشدد على أن المعدات والمكاتب الإعلامية هي أصول مدنية وليست عسكرية، وبالتالي لا يجوز استهدافها.
https://x.com/Almanassa_AR/status/1962251547934699582?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1962251547934699582%7Ctwgr%5E5a277b8c223ab42b0822a5c80402bc080e4950cf%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fmanassa.news%2Fnews%2F26772
من جهته قال مدير الحملة في Avaaz أندرو ليجون، في البيان، "من الواضح جدًا أن غزة تتحول إلى مقبرة للصحفيين لسبب ما. تحاول الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة إنهاء المهمة في الخفاء، دون رقابة الصحافة. إذا تم إسكات الشهود، فإن القتل لن يتوقف بل سيصبح غير مرئي. لهذا السبب نتحد اليوم مع غرف الأخبار في جميع أنحاء العالم لنقول: لا يمكننا، ولن نسمح بحدوث ذلك!".
كذلك قال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين/IFJ أنتوني بيلانجر إن "كل صحفي قُتل في غزة كان زميلًا أو صديقًا أو فردًا من عائلة أحدهم. لقد خاطروا بكل شيء ليخبروا العالم بالحقيقة، ودفعوا حياتهم ثمنًا لذلك. لقد تضرر حق الجمهور في المعرفة بشدة نتيجة لهذه الحرب. نحن نطالب بالعدالة وباتفاقية دولية للأمم المتحدة بشأن سلامة واستقلالية الصحفيين".
وفي افتتاحيتها عن حجب صفحتها الرئيسية تضامنًا مع الصحافة الفلسطينية، قالت المنصة إن إسرائيل "تحرصُ على تحديثِ سجلّها الإجراميِّ وإثقالِه بالدّماء. في الحربِ الأخيرةِ على قطاعِ غزةَ، أضافتْ الإبادةَ الجماعيةَ والتهجيرَ والتجويعَ المتعمّدَ إلى ما ترتكبه من جرائمَ فصلٍ عنصريٍّ واحتلالٍ استيطانيٍّ توسُّعيٍّ. ولمحاولةِ التغطيةِ على ذلك كلِّه، اقتضى الأمرُ أن تقصفَ كُلَّ قلمٍ، وتَحطم كلَّ كاميرا، وتُسْكِت كُلَّ صوت. اقتضى الأمر أن تقتل الصحفيين".
وكانت آخر ضحايا الصحفيين الفلسطينيين الصحفية إسلام عابد مراسلة قناة القدس اليوم التي قتلها جيش الاحتلال في استهداف بقذيفة مدفعية مساء الأحد لشقتها السكنية في عمارة زعرب بالقرب من ميدان السرايا بحي الرمال وسط مدينة غزة.
وأدى استهداف منزل الصحفية إسلام عابد إلى مقتلها وزوجها واثنين من أطفالهما، وطفل من أبناء جيرانهم في البناية السكنية.