أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة "منطقة إنسانية"، زاعمًا تجهيزها بمستشفيات ميدانية وخطوط مياه ومواد غذائية وأدوية وخيم ستعمل على إدخالها في الأيام المقبلة بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية.
وقال جيش الاحتلال في بيان عبر حساب متحدثه أفيخاي أدرعي على إكس، إن تخصيص المنطقة للنازحين يأتي بالتزامن مع توسع عملياته البرية في مدينة غزة ضمن عملية "عربات جدعون 2" التي تستهدف الاستيلاء على المدينة.
وبحسب الخريطة المرفقة بالبوست، تمتد المنطقة المعلنة من منطقة المواصي شمال غرب رفح ومواصي خانيونس وحتى المنطقة الجنوب غربية لمدينة دير البلح وسط القطاع، وهي مناطق مكتظة بخيام النازحين منذ شهور، ولا تتوافر فيها مساحات جديدة قادرة على استيعاب مئات آلاف سكان شمال القطاع، وفق ما أكد مصدر صحفي لـ المنصة.
وأضاف المصدر أن الكميات المتوفرة من الغذاء والخيام محدودة للغاية، متسائلًا عن جدوى دعوة جيش الاحتلال للنزوح نحو المواصي دون توفير الاحتياجات الأساسية.
وفي بوست ثانٍ موجه للفلسطينيين في غزة، زعم جيش الاحتلال أن عملياته تستهدف "حسم حركة حماس"، مشيرًا إلى تخصيص شارع الرشيد الساحلي كطريق إنساني للخروج بالمركبات دون تفتيش.
كما أعلن عن أعمال ترميم تجرى بالوقت الحالي بمستشفى غزة الأوروبي في خانيونس، داعيًا الأهالي إلى "اغتنام فرصة النزوح المبكر دون تفتيش".
بالتزامن، أفاد مصدر صحفي آخر لـ المنصة، بأن طائرات مسيرة ألقت عشرات المنشورات فوق خيام غرب غزة تدعو السكان للنزوح جنوبًا، بالتوازي مع تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي كتب على إكس "الآن يُفتح باب الجحيم في غزة"، معلنًا بدء مرحلة استهداف الأبراج السكنية لإجبار حماس على القبول بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع المحتجزين ونزع سلاح الحركة.
وتعتبر سياسة تدمير الأبراج السكنية سياسة قديمة جديدة، حيث بدأ جيش الاحتلال استهداف وتدمير الأبراج السكنية بشكل كلي منذ عام 2014 خلال الحرب على غزة، وكذلك في 2021، إلا أن ذلك تركز في بداية حرب الإبادة الجماعية منذ اليوم حينما دمر برج فلسطين وبرج وطن وسط مدينة غزة، مُكثفًا من ذلك خلال قرابة عامين متواصلين من عُمر الإبادة.
وعقب تهديدات كاتس؛ تلقى سكان برج مشتهى غرب غزة الذي يتكون من 12 طابقًا سكنيًا، أوامر إخلاء، بعد أن تعرض للقصف الجزئي وتدمير عدد من الشقق السكنية خلال وقت سابق من حرب الإبادة، فيما يحيطه في الوقت الحالي، مئات من خيام النازحين التي تأوي الآلاف منهم.
وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن جيش الاحتلال لم يمهل السكان والنازحين أكثر من 40 دقيقة للإخلاء، حيث تم استهداف البرج وتدميره بشكل كامل بستة صواريخ من الطائرات الحربية الإسرائيلية على مرحلتين، ما تسبب في تدمير عشرات الخيام.
وأضاف "إحنا اتشردنا ونزحنا من مكان لمكان، وطول الوقت الجيش بيلاحقنا بدهم يجبرونا نطلع من غزة"، مشيرًا إلى أن الهدف الإسرائيلي الأساسي، هو تدمير الخيام وبعض ملامح الحياة في غزة لدفعهم نحو النزوح وإخلاء غزة وشمال القطاع بالكامل.
واستمرارًا لأبواب الجحيم التي أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي فتحها، أصدر جيش الاحتلال اليوم، أوامر إخلاء لعمارة الرؤيا السكنية بحي تل الهوى غرب غزة، والتي تتكون من ستة طوابق في كل منها أربعة شقق سكنية، ما أجبر سكانها وسكان البنايات المحيطة لإخلائها.
أعقب ذلك إصدار أمر إخلاء ثاني لبرج السوسي السكني، في شارع الصناعة بحي الرمال الجنوبي، وهو من أضخم الأبراج السكنية في المدينة، حيث يتكون من 16 طابقًا سكنيًا وفي كل طابق 8 شقق سكنية، وكان تعرض نصفه للتدمير الكلي في ديسمبر/كانون أول الماضي.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة، إن الاحتلال لم يمهل سكان السوسي والمنازل والمخيمات المحيطة أكثر من نصف ساعة، قبل أن يتم تدمير البرج بالكامل في غارات بصواريخ حربية متتالية، أحدثت دمارًا واسعًا في المنازل المجاورة مع شدة القصف وتطاير الشظايا والكتل الأسمنتية على منازلهم وخيامهم.
وعقب استهداف البرج، زعم جيش الاحتلال، في بوست نشره أدرعي، استخدام حركة حماس المبنى من خلال تركيب "وسائل استطلاع بهدف مراقبة أماكن وجود الجيش المنطقة"، كما اتهم عناصر الحركة بزرع عبوات ناسفة في محيط البرج بهدف تفجيرها في قواته عقب دخوله برًا خلال مراحل احتلال غزة.
ونشر وزير الدفاع فيديو يوثق لحظة اسهداف وتدمير برج السوسي، معلقًا بـ"مستمرون"، في إشارة إلى استمرار عمليات استهداف الأبراج السكنية الشاهقة بمدينة غزة.
وبالتوازي مع استهداف الأبراج، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على منازل وخيام نازحين في أحياء الشيخ رضوان والصفطاوي والصبرة بغزة، وكذلك في خانيونس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصًا وإصابة ما يزيد على 70 آخرين، بحسب مصدر طبي في وزارة الصحة لـ المنصة.
وفجر الثامن من أغسطس/آب الجاري، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، ووقتها أعلن جيش الاحتلال أنه سيزود الفلسطينيين في قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء استعدادًا لنقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع "حفاظًا على أمنهم".