وفد حماس في زيارة غير معلنة للقاهرة.. واتصالات مصرية لكسر جمود المفاوضات

كشفت مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة على جهود مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لـ المنصة، أن وفدًا من قيادة حركة حماس وصل إلى القاهرة في زيارة غير معلنة خلال الساعات الماضية، لاستكمال جهود الوساطة المصرية القطرية وتحريك مياه المحادثات الراكدة.

وقال قيادي بحركة حماس، إن الزيارة جاءت استجابة لدعوة مصرية في ظل التصعيد الإسرائيلي لتنفيذ خطة احتلال مدينة غزة، مشيرًا إلى أن الحركة لم تتلقَّ حتى الآن رسائل جديدة بشأن استئناف المفاوضات، مضيفًا "ربما يكون هناك اتصالات على مستوى الوسطاء في مصر وقطر مع الإدارة الأمريكية، لكن الحركة لم يصلها رد".

وأوضح مصدر مصري مطلع على مسار التفاوض، أن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع أطراف عربية ومع واشنطن للضغط على إسرائيل من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات ووقف العمليات العسكرية. وأضاف المصدر طالبًا عدم نشر اسمه، "مصر تعمل على كسر جمود المفاوضات وتهيئة الظروف لعودة جميع الأطراف إلى مسار التفاوض".

وأواخر يوليو/تموز الماضي، أعلن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سحب المفاوضين الأمريكيين من محادثات الدوحة، وذلك بعد أن استدعت إسرائيل وفدها التفاوضي وسط اتهامات لحماس بـ"عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار"، بعد رد قدمته الحركة على مقترح لوقف الحرب.

في السياق، التقى ويتكوف مسؤولين قطريين في باريس الخميس الماضي لبحث صفقة تبادل الأسرى، فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين إن بلاده تُجري مفاوضات "عميقة للغاية" مع حركة حماس لإطلاق سراح جميع المحتجزين.

وأشار ترامب إلى أن الاحتجاجات تضع إسرائيل في موقف صعب في إدارة الحرب، وأن من بين المحتجزين الإسرائيليين العشرين الأحياء ربما يكون بعضهم لقى حتفه مؤخرًا.

وتقدِّر إسرائيل أن حركة حماس تحتجز 48 إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في مقابل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، تقول منظمات حقوقية إن "كثيرين منهم يتعرضون للتعذيب والإهمال الطبي".

على صعيد متصل، أجرى وزير الخارجية بدر عبد العاطي مساء أمس، اتصالًا هاتفيًا مع المبعوث الأمريكي تناول جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، استنادًا إلى عناصر مقترح أمريكي.

وبحسب بيان رسمي للخارجية، شدد عبد العاطي على ضرورة تجاوب إسرائيل مع الصفقة المقترحة، بما يحقق خفض التصعيد، وحقن دماء الفلسطينيين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن. كما حذّر من خطورة استمرار العمليات العسكرية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي وصلت إلى حد المجاعة، لافتًا إلى استخدام التجويع كسلاح في غزة.

وأشار عبد العاطي إلى استعداد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، ضمن الخطة العربية الإسلامية التي أُقرت في قمة القاهرة مارس/آذار الماضي.