حساب أفيخاي أدرعي على إكس
جنود بجيش الاحتلال خلال عمليات عسكرية بقطاع غزة، 10 مايو 2025

هآرتس: آلاف الجنود الإسرائيليين تركوا الخدمة بسبب صدمات نفسية من حرب غزة

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 16 أيلول/سبتمبر 2025

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تحقيق مطوّل نشرته نقلًا عن شهود وموظفين عسكريين أن الصدمات النفسية الناتجة عن الحرب في قطاع غزة "تفتك" بقوات جيش الاحتلال، وأن "آلافًا من الجنود تركوا الخدمة أو أُعفوا عنها منذ اندلاع العمليات"، مبينة أن الأرقام الرسمية تبدو ناقصة ولا تعكس كامل حجم الأزمة.

وقالت الصحيفة إن التحقيق استغرق أشهرًا وجمع شهادات لجنود ومصادر في إدارة الموارد البشرية وأجهزة الصحة النفسية، وبينت الأدلة تناقضًا مع مزاعم القيادة العسكرية بشأن السيطرة على تبعات الحرب على الجنود.

وروى عدد من الجنود، الذين قدمتهم هآرتس بأسماء مستعارة، تجارب عن "الضغط النفسي الهائل" الذي عاشوه أثناء العمليات في مناطق مأهولة. من بينهم الجندي "يوني" من لواء ناحال، الذي يقول إنه في أحد الأيام أطلق وابلًا من الرصاص تجاه أفراد ظنّ زميله أنهم من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، لكنه "تبين أنه يطلق النار على امرأة وطفليها البالغين من ثماني إلى عشر سنوات"، مضيفًا "كان الدم يملأ المكان"، مردفًا "رد الضباط كان باردًا وقالوا: لقد دخلوا المنطقة المحرمة. إنه خطؤهم. هكذا هي الحرب".

أما "بيني" القناص في لواء ناحال، فوصَف كيف صار يرى ضحاياه عبر منظار البندقية، وذكر أنه أطلق "خمسين إلى ستين رصاصة في اليوم" وأنه يعاني تبعات عاطفية وجسدية بالغة تشمل التبول الليلي والكوابيس، ويقول "لا أثق في القادة ولا في الحكومة".

ونقلت هآرتس عن مصادر قالت إنها في إدارة الموارد البشرية اعترافًا بأن "آلاف الجنود سرّحوا من الخدمة النظامية أو أُعفوا بسبب تدهور صحتهم العقلية"، في حين يرى ضباط آخرون أن من يعاني اضطرابات نفسية أكثر بكثير مما تعلنه المؤسسة العسكرية، حسب الصحيفة.

وفي السياق ذاته، تحدث رئيس إدارة الصحة العقلية في الجيش أمام الكنيست في يوليو/تموز الماضي عن إعفاء 1135 جنديًا من القوات النظامية والاحتياط من الخدمة بعد تشخيص أعراض ما بعد الصدمة؛ لكن هآرتس تقول إن هذا الرقم "غير مكتمل" لأنه يشمل من شُخّص أثناء الخدمة فقط، ولا يتضمن من شُخّصوا بعد التسريح.

كما وثّقت الصحيفة محاولات انتحار بينهم ست محاولات خلال العام الماضي وحده، انتهت بتسريح الجنود، فيما يرفض جيش الاحتلال إعلان العدد الحقيقي لمحاولات الانتحار، وفق تحقيق هآرتس، مبينة أنها طلبت بيانات من وزارة الدفاع قبل ثلاثة أشهر، لكنها تؤخر الرد بحجة حاجتها لجمع معلومات من أجهزة مختلفة.

والشهر الماضي، أشارت دراسة للجامعة العبرية إلى تزايد حالة السخط بين جنود الاحتياط من توسيع العملية العسكرية في غزة، وأظهرت أن نحو 26% ممن يخدمون حاليًا قالوا إن دوافعهم انخفضت بشكل كبير، وقال 10% آخرون إن دوافعهم انخفضت قليلًا، فيما عبر 47% عن مشاعر سلبية تجاه الحكومة وطريقة إدارة الصراع والملف المتعلق بالمحتجزين لدى حماس.

وحسب تقرير لرويترز أغسطس/آب الماضي، أسفر الصراع المستمر في غزة منذ قرابة عامين عن مقتل 898 جنديًا إسرائيليًا وإصابة آلاف آخرين، في أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ تأسيسها.

في المقابل، تقول وزارة الصحة في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية أودت بحياة نحو 65 ألف فلسطيني، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال، وإصابة أكثر من 164 ألفًا آخرين، فضلًا عن وفاة 413 شخصًا بينهم 143 طفلًا نتيجة المجاعة.