نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اطلاعه على تقرير تدين فيه الأممُ المتحدةُ إسرائيلَ لأول مرة بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، لكنه عاد ليتهم حماس مجددًا بارتكاب إبادة جماعية في هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وشددت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة في تقرير مكون من 72 صفحة صدر الثلاثاء الماضي، على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أربعة أعمال إبادة جماعية في غزة منذ بداية العدوان على القطاع قبل قرابة عامين.
وقال التقرير إن هذه الأعمال شملت قتل فلسطينيين في غزة، والتسبب في أضرار جسدية وعقلية خطيرة للفلسطينيين، وإلحاق أضرار متعمدة بظروف معيشة المجموعة بهدف تدميرها جسديًا كليًا أو جزئيًا، وفرض تدابير تهدف إلى منع الإنجاب.
ولكن ترامب في رده على سؤال متعلق بهذا التقرير خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، قال "لم أطلع على ذلك، الوضع شنيع ولا يمكن أن ننسى 7 أكتوبر، لكن من ارتكب إبادة جماعية كان في السابع من أكتوبر"، في إشارة إلى هجوم حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة، شأنها شأن فصائل المقاومة الفلسطينية، مجموعة "إرهابية".
وأعاد ترامب تكرار ما تناقلته وسائل إعلام غربية من تقارير ثبت كذبها لاحقًا، عندما قال "ما حدث في 7 أكتوبر كان إبادة جماعية في أكبر تجلياتها، عملية قتل وإبادة جماعية، أطفال قُطعت رؤوسهم، وقُطعت أوصال الناس.. هذا إبادة جماعية أيضًا".
وتواجه الولايات المتحدة اتهامات متزايدة بالمسؤولية غير المباشرة عن الانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، من خلال استمرارها في تزويده بالأسلحة والذخائر والدعم الاستخباراتي واللوجستي.
وتقول منظمات حقوقية إن هذا الدعم يجعل واشنطن "شريكًا في الجرائم"، خصوصًا في ظل استخدام القنابل الأمريكية في قصف الأحياء السكنية والمستشفيات ومخيمات النازحين، فضلًا عن توفيرها غطاء سياسي لإسرائيل في مجلس الأمن، ما يحول دون صدور قرارات ملزمة لوقف الحرب أو محاسبة المسؤولين عنها.
ولم تتوقف أمريكا عن دعم إسرائيل بالأسلحة الهجومية ومنظومات الدفاع منذ بدء العدوان على غزة، وفي آخر تأكيد على ذلك ما نشرته رويترز اليوم، عن سعي إدارة ترامب للحصول على موافقة الكونجرس على بيع معدات دعم وأسلحة بقيمة 6.4 مليار دولار لإسرائيل تشمل طائرات هليكوبتر هجومية وناقلات جند.
وحسب رويترز، تتضمن الحزمة المقررة صفقة بقيمة 3.8 مليار دولار لشراء 30 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي إيه.إتش-64، و1.9 مليار دولار لشراء 3250 مركبة مشاة هجومية لجيش الاحتلال، مشيرة إلى أن هناك صفقة أخرى بقيمة 750 مليون دولار من قطع الغيار اللازمة لناقلات الجند المدرعة وإمدادات الطاقة ستدرج في العملية.
وتأتي الصفقة الأخيرة فيما يشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، بدأها الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن تستمر لأشهر وفق التقديرات، ما يسبب نزوح متزايد بين المدنيين الفلسطينيين الذين يفرون جنوبًا من القصف الذي يلاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 164 ألفًا آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 435 شخصًا بينهم 147 طفلًا نتيجة المجاعة.