سكرين شوت من فيديو متداول لعملية الإعدام
المقاومة تعدم 3 مواطنين بتهمة التخابر مع الاحتلال، 21 سبتمبر 2025

رميًا بالرصاص.. "المقاومة" تعدم 3 مواطنين بدعوى "التخابر" مع الاحتلال

سالم الريس
منشور الاثنين 22 أيلول/سبتمبر 2025

أعدم عناصر من المقاومة الفلسطينية، مساء أمس الأحد، في غزة، ثلاثة شبان رميًا بالرصاص بدعوى اتهامهم "بالتخابر مع الاحتلال الإسرائيلي"، في وقت كثَّف جيش الاحتلال عمليات تفجير الروبوتات المفخخة في مناطق واسعة بحي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة وفي منطقة الشاطئ الشمالي، شمال غرب المدينة، بالتزامن مع إعلانه انضمام الفرقة 36 للمشاركة في العملية البرية بغزة، إلى جانب ارتكاب الاحتلال عددًا من المجازر، التي راح ضحيتها 75 ضحية وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، حسب مصدر في وزارة الصحة لـ المنصة.

وتداول صحفيون ومواطنون في غزة فيديو لمجموعة من الملثمين يحملون السلاح قالوا إنهم من "عناصر المقاومة" وألقوا القبض على ثلاثة أشخاص اتهموهم بالتخابر مع الاحتلال، وقرروا إعدامهم رميًا بالرصاص بشكل فوري، وتمت عملية قتلهم أمام الكاميرات ووسط تكبيرات من المواطنين المحتشدين في المكان.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن "عددًا من عناصر المقاومة اقتادوا ثلاثة متهمين بالتخابر مع الاحتلال إلى منطقة قريبة من مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، كانوا معصوبي الأعين ومقيدي الأطراف، وبعد تلاوة بيان بمحاكمتهم في محكمة ثورية ميدانية تقرر تنفيذ حكم الإعدام بحقهم ميدانيًا بعد ثبوت تورطهم".

وأوضح، طالبًا عدم نشر اسمه، أن عملية الإعدام جرى تنفيذها بشكل فوري أمام عدد من المحتشدين في المكان، حتى التأكد من قتلهم بالرصاص.

وشهد مساء الأحد تفجير الاحتلال أكثر من 7 روبوتات تحمل أطنانًا من المتفجرات في الشاطئ الشمالي وأبراج المقوسي وأبراج الفيروز شمال غرب مدينة غزة، وهو محور تمركز الآليات الإسرائيلية في تلك المناطق، كما أفاد المصدر الصحفي لـ المنصة، مشيرًا إلى استهداف أكثر من 3 بنايات تضم عددًا من الشقق السكنية ومنازل جميعها مخلاة من السكان في محيط جامعة القدس المفتوحة بمخيم الشاطئ، حيث تساقطت الشظايا نتيجة القصف والتفجيرات على منازل مأهولة بالمدنيين وسط وجنوب المخيم.

وأشار المصدر إلى أن الاحتلال لم يتقدم بشكل فعلي داخل مناطق مخيم الشاطئ الشمالي، إلا أنه يسيطر على معظم النصف الشمالي للمخيم وما يسبقه من مُدن وأبراج وأحياء سكنية أصبحت خالية من المواطنين، بفعل تحليق عشرات من المُسيرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة بين المنازل مطلقة نيرانها بشكل كثيف على كل من يحاول التحرك أو الوصول إلى منزله هناك.

وقال مصدر صحفي ثانٍ لـ المنصة إن الاحتلال فجرّ مساء الأحد وحتى ساعات فجر الاثنين أكثر من 10 روبوتات مفخخة غرب شارع 8 وفي المناطق الجنوبية لحي تل الهوا محيط متنزه برشلونة جنوب شارع الصناعة ومحيط مستشفى القدس التابع إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى جانب تحليق مكثف للمُسيرات وإطلاقها النار بشكل عشوائي في المنطقة.

وأشار مصدر طبي في مستشفى القدس لـ المنصة إلى تعرض المستشفى إلى تهشم زجاج وتطاير شبابيك وأبواب داخل أقسامه المختلفة نتيجة شدّة الانفجارات القريبة من المستشفى.

وأضاف "الوضع خطير جدًا، التفجيرات شديدة ومتواصلة، لا نستطيع الحركة أو الخروج، شبابيك تطايرت وأبواب خلعت من مكانها بسبب ما يجري في محيط المستشفى من عمليات تفجير متتالية"، مؤكدًا استمرار وجودهم كطواقم طبية على رأس عملهم حتى بعد إخلاء المنطقة من المواطنين والنازحين فيها بسبب توسع عمليات القصف والتفجيرات.

وأوضح المصدر الصحفي الثاني أن جيش الاحتلال فرض سيطرته بالنيران عن طريق المسيرات وتوسيع مناطق تفخيخ وتفجير المباني والأبراج بواسطة الروبوتات المتفجرة، حيث شملت مناطق السيطرة معظم المربعات السكنية في النصف الجنوبي لحي تل الهوا وشارع الصناعة وجنوب حي الصبرة.

وارتكب الاحتلال عددًا من المجازر بمدينة غزة حتى مساء الأحد في حي الصبرة وتل الهوا والدرج والنفق، ما تسبب في مقتل 56 ضحية وصلوا إلى مستشفى الشفاء ومستشفى المعمداني، حسب ما أفاد المصدر بوزارة الصحة، مشيرًا إلى تعرض المعمداني ومحيطه في البلدة القديمة لإطلاق نار عشوائي من المُسيرات الإسرائيلية، ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين.

وفجر الثامن من أغسطس/آب الماضي، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، ووقتها أعلن جيش الاحتلال أنه سيزود الفلسطينيين في قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء، استعدادًا لنقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع "حفاظًا على أمنهم".

بالتزامن أعلن جيش الاحتلال عن بدء دخول الفرقة 36، وهي فرقة مدرعات إسرائيلية، إلى جانب الفرقتين 162 و98، إلى مدينة غزة للمشاركة في عملية عربات جدعون 2 بعد تدريبات استمرت لأسبوعين متواصلين.

واعترف الاحتلال في بيانه بمهاجمة عشرات الأهداف في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، بهدف عزل منطقة القتال وتمكين جنوده من الدخول والتوغل في الميدان، مُدعيًا أنها أهداف "إرهابية".

في وسط القطاع، ارتكب الاحتلال مجزرةً بحق المواطنين في مخيم البريج للاجئين، حيث استهدف تجمعًا للمواطنين وسط السوق في ساعات الذروة، ما تسبب في مقتل 8 ضحايا وإصابة 20، وقال مصدر طبي بمستشفى العودة لـ المنصة إن من بين الضحايا 4 أطفال وامرأة.

وأوضح شاهد عيان لـ المنصة أنّ الاحتلال استهدف تجمع المواطنين دون سابق إنذار بصاروخ من طائرة استطلاع، في الوقت الذي كان السوق يعج برواده من المخيم ومن مختلف الأعمار والفئات، متعمدًا قتل وإصابة الأطفال والنساء.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل نحو 65 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 164 ألفًا آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 413 شخصًا، بينهم 143 طفلًا نتيجة المجاعة.