تصوير سالم الريس، المنصة
لحظة تدمير برج الرؤيا التجاري غرب مدينة غزة بصواريخ إسرائيلية، 8 سبتمبر 2025

الاحتلال يتوغل في مخيم الشاطئ وغرب غزة.. ويقتل فلسطينيين أثناء نزوحهم

سالم الريس
منشور الثلاثاء 23 أيلول/سبتمبر 2025

توغلت آليات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، إلى وسط مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بعد تفجير روبوتات مفخخة في المناطق الشمالية للمخيم، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين، وفق ما أفاد شاهدا عيان لـ المنصة.

وقال أحد الشاهدين إن الآليات تقدمت من المحور الشمالي الغربي للمدينة عبر منطقة أبراج الفيروز باتجاه شارع حميد وسط المخيم، وأطلقت عشرات القذائف المدفعية والرصاص، تزامنًا مع تحليق طائرات مسيّرة على ارتفاعات منخفضة للتغطية النارية.

وأضاف أن الاحتلال استهدف منازل مأهولة بالمدنيين، وسط صعوبة وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني لانتشال الجثامين والمصابين، مشيرًا إلى إصابة مواطنين خلال محاولتهم النزوح وإخلاء المنازل.

وأكد الشاهد الثاني تمركز قناصة إسرائيليين وآليات لجيش الاحتلال على مفترق شارع حميد مع شارع الشفاء على بعد نحو كيلومتر واحد من مستشفى الشفاء، لإطلاق الرصاص على كل من يحاول التحرك في المنطقة.

وأوضح "في ناس محاصرة داخل بيوتها، وفي ناس انقطع التواصل معهم، بدون معرفة مصيرهم بعد توغل الجيش وفرض سيطرته العسكرية بالنار على مناطق وأحياء سكنية واسعة بالمخيم وشارع النصر وحتى مستشفى الشفاء".

وقال مصدر في الإسعاف لـ المنصة إن الطواقم تمكنت من انتشال جثامين 6 أشخاص قُرب شارع حميد، فيما لم تتمكن من الاستجابة لجميع نداءات الاستغاثة بسبب كثافة النيران.

وفي المحور الجنوبي الغربي للمدينة، تمركزت الدبابات الإسرائيلية بمحيط المستشفى الميداني الأردني في شارع الصناعة، بعد مطالبة الطواقم الأردنية بإخلائه مساء أمس، بعد توسيع مناطق السيطرة وتفجير الروبوتات وتدمير المربعات السكنية.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن آليات الاحتلال تقدمت إلى حي تل الهوى، وفرضت سيطرة بالنار على مناطق واسعة تشمل حي الصبرة والرمال الجنوبي ومنطقة الجامعات، على بعد نحو كيلومترين فقط من قلب مدينة غزة. وأسفر القصف وإطلاق النار عن مقتل وإصابة أكثر من عشرة مواطنين ونزوح عشرات العائلات.

في السياق، حذرت وزارة الصحة في غزة، في بيان عبر واتساب، من الاعتداءات الممنهجة على المنظومة الصحية وإخراج المستشفيات عن الخدمة، مؤكدة أن ما يجري يمثل جريمة حرب بحق المرضى والجرحى لحرمانهم من حقهم في العلاج.

وقال مصدر طبي في مستشفى الشفاء لـ المنصة إن اقتراب الآليات من مستشفى الشفاء يشكل تهديدًا مباشرًا للمرضى والطواقم، ويعطل حركة سيارات الإسعاف، مشيرًا إلى أن استمرار القصف وإطلاق النار مع تقدم الآليات يهدد استمرار عمل المستشفى والطواقم الطبية، إلى جانب قدرته على تقديم الخدمات الطبية والإسعافية للجرحى والمرضى.

في سياق متصل، استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في بلدة الزوايدة وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة عدد من الأطفال والنساء، حسب شهود عيان، كما قُتل صيادان في خانيونس برصاص زوارق الاحتلال أثناء عملهما في عرض البحر، ووصلت جثامينهم إلى مجمع ناصر الطبي، وفق المصدر الصحفي.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 164 ألفًا آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 435 شخصًا بينهم 147 طفلًا نتيجة المجاعة.

وفجر الثامن من أغسطس/آب الماضي، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، ووقتها أعلن جيش الاحتلال أنه سيزود الفلسطينيين في قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء استعدادًا لنقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع "حفاظًا على أمنهم".