أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، عن استضافة مصر خلال الشهر المقبل مؤتمرًا دوليًا لإعادة إعمار قطاع غزة، داعيًا الشعب المصري إلى المساهمة الفاعلة في جهود الإعمار، تعبيرًا عن التضامن والمسؤولية والمحبة تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
وكلف السيسي، خلال حضوره فعاليات الندوة التثقيفية الـ42 التي تنظمها القوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية بالدولة لدراسة إنشاء آلية وطنية لجمع مساهمات وتبرعات المواطنين في إطار تمويل عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
وكانت مصر استضافت الأسبوع الماضي مؤتمر شرم الشيخ للسلام، للاحتفال بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بحضور عدد من القادة والرؤساء، على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ وتبادل الأسرى والمحتجزين، تبادلت حماس وإسرائيل الاتهامات بخرق بنوده، إذ تتهم إسرائيل حماس بانتهاك "صارخ" لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي لرويترز إن حماس نفذت عدة هجمات ضد قوات الاحتلال خارج "الخط الأصفر".
فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب منذ الإعلان عن انتهاء الحرب على قطاع غزة سلسلة من "الخروقات الخطِرة والمتكررة"، بلغت 47 خرقًا موثقًا.
وذلك قبل أن تشن إسرائيل 120 غارة على غزة، خلفت 45 ضحية من بينهم صحفي، وأكثر من 150 إصابة، تبع ذلك إعلانها استئناف وقف النار.
من جهته، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، في تصريحات إعلامية أمس الأحد، إن هناك جهودًا أمريكية واضحة للحفاظ على اتفاق غزة بأي طريقة، مشيرًا إلى أن واشنطن أُبلغت بتفاصيل الضربات الإسرائيلية الأخيرة وكانت حاضرة في كل تفصيل.
وأضاف "الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها من أجل إتمام الاتفاق، لكن لديها أيضًا إشكالية الخضوع للابتزاز الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو".
ولفت إلى أن اتفاق غزة يُمثل النجاح الوحيد الذي يسعى إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الخارجية، بعد فشله في ملفات أخرى كأوكرانيا، موضحًا "الرئيس ترامب لم يُفلح في شيء إلا بهذا الاتفاق، وهو مهم للغاية بالنسبة له وللولايات المتحدة".
وأكد أن "نتنياهو لا يريد أن يمضي إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، لأنها تحمل قضايا أكثر تعقيدًا، منها الانسحاب الكامل من غزة ولجنة الإسناد المجتمعي المقترحة مصريًا".
والخميس قبل الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي موافقة حماس وإسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يتضمن المرحلة الأولى منه تبادل الأسرى وإدخال المساعدات العاجلة، على أن يُستكمل بمفاوضات حول إدارة القطاع ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
ومن المقرر أن يُستكمل اتفاق وقف الحرب بين حماس وإسرائيل خلال الأسبوع الجاري، بمفاوضات المرحلة الثانية حول إدارة القطاع ونزع سلاح حركة حماس، بعد إنهاء المرحلة الأولى بإتمام عملية تبادل الأسرى والمحتجزين.