تصوير نورا يونس، المنصة
موقع اغتيال حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية ببيروت، 27 أكتوبر 2025

مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان.. وتل أبيب تتأهب للتصعيد ضد حزب الله

قسم الأخبار
منشور الاثنين 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

تتأهب إسرائيل لجولة محتملة من التصعيد ضد حزب الله في الأيام المقبلة، وحسبما نقلت سكاي نيوز عن إعلام عبري، فإن ذروة التوتر ستكون بعد شهر من الآن عند انتهاء مهلة نزع سلاح حزب الله، في وقت دعت مصر إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي تتواجد فيها داخل لبنان.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد، أمس الأحد، باستهداف العاصمة بيروت حال شنّ حزب الله هجوم ضد أي بلدة في شمال إسرائيل. وقال في مقابلة مع القناة الـ14 الإسرائيلية إن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد، وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على بيروت لنزع سلاح حزب الله.

وجاءت تصريحات كاتس على خلفية التصعيد العسكري المتزايد في لبنان خلال الأيام الأخيرة، وفي ظل حديث متواصل عن نية إسرائيل تكثيف عملياتها.

وتشهد الساحة الإقليمية تحركات مصرية لتجنب عودة الصراع في الجنوب اللبناني، إذ استضافت القاهرة، أمس الأحد، الاجتماع العاشر للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان، برئاسة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ونظيره اللبناني نواف سلام. 

ودعا مدبولي خلال الاجتماع إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي تتواجد فيها داخل لبنان. وقال إن الشركات المصرية مستعدة للمشاركة في إعادة الإعمار بجنوب لبنان. وأضاف "ندعم الحكومة اللبنانية للحفاظ على استقرار وسلامة ووحدة أراضيها".

جاء الاجتماع بعد أيام من زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت، وحديث هيئة البث الإسرائيلية عن "خطة مصرية لتثبيت وقف إطلاق النار"، تشمل انسحاب إسرائيل من 5 نقاط حدودية، مقابل التزام حزب الله بوقف نشاطاته العسكرية في الجنوب اللبناني.

وتشن إسرائيل غارات في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كما لا تزال قوات الاحتلال موجودة في 5 نقاط في جنوب لبنان.

وصرح المبعوث الأمريكي الخاص توم برّاك، السبت، بأن إسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجودًا، مشيرًا إلى أن "آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد إسرائيل".

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في 19 أكتوبر/تشرين الأول الحالي أوسع مناورة عسكرية له منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، بمشاركة الفرقة 91 التابعة للقيادة الشمالية، على طول الحدود مع لبنان، لاختبار قدراته الهجومية والدفاعية في مواجهة أي تصعيد محتمل مع حزب الله.

وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 عدوانًا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 نوفمبر 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن حكومة الاحتلال خرقته، وهو ما أسفر عن 269 قتيلًا و568 جريحًا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا من جنوب لبنان، بينما واصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

وتشترط إسرائيل نزع سلاح حزب الله وسيطرة الجيش اللبناني على المنطقة الحدودية للانسحاب، بينما يعتبر حزب الله التخلي عن السلاح تسليمًا لإسرائيل مؤكدًا أن تل أبيب لن تلتزم بتعهداتها.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قدمت خطة عبر مبعوثها إلى المنطقة ألزمت لبنان بحصر حيازة الأسلحة على ستة أجهزة أمن حكومية، ومنع إعادة تسليح الجماعات غير الحكومية.

وأعربت إسرائيل في أغسطس/آب الماضي عن استعدادها لدعم لبنان في نزع سلاح حزب الله، وذلك بعد قرار الحكومة اللبنانية في الشهر نفسه تكليف الجيش بحصر السلاح في يد الدولة بحلول نهاية العام الحالي.

وسبق أن حذر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في وقت سابق من أن قرار الحكومة اللبنانية قد يفتح الباب أمام "حرب أهلية"، مؤكدًا استعداد الحزب لخوض "معركة" للحفاظ على سلاحه، في تصريحات وصفها آنذاك رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بأنها "غير مقبولة" وتحمل "تهديدًا مبطنًا".