أبلغت لجنة الميكانيزم الجيش اللبناني بأن هناك ضربة وشيكة ستستهدف بلدة عيترون، وأبلغ الجيش بدوره البلدية، حسب موقع حزب الكتائب اللبنانية وموقع النهار، اللذين أكدا أن شكل الضربة ومكانها لم يُحدد بعد.
ووفق الكتائب أغلقت المدارس أبوابها وعاد التلاميذ إلى منازلهم كإجراء احترازي، وأخلي مركز البلدية أيضًا.
وطلبت البلدية من الأهالي "توخي الحيطة والحذر، وذلك بعد ورود معطيات حول نية العدو القيام بعملية استهداف لهدف موضعي بحسب زعمه في بلدة عيترون غير معروف مكانه حتى اللحظة".
وتعرف لجنة الميكانيزم بأنها إطار يجمع لبنان وإسرائيل وقوات "اليونيفيل"، تحت رعاية أمريكية فرنسية، بهدف مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية.
وأعيد تأسيسها رسميًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لتشكّل تطويرًا للجنة الثلاثية التي انبثقت عن القرار 1701 عقب حرب يوليو/تموز 2006.
ومنذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لم يسلم الجنوب اللبناني من هجمات جيش الاحتلال، وكانت قوات حفظ السلام "اليونيفيل" الأممية بجنوب لبنان، قالت أمس الأحد، إن دبابة إسرائيلية أطلقت النار على قواتها قرب موقع أقامته إسرائيل داخل لبنان.
وأضافت أنهم اضطروا للاحتماء وتمكنوا من المغادرة بعد انسحاب الدبابة الإسرائيلية دون تسجيل إصابات. مؤكدة أن إطلاق النار على جنودها انتهاك خطير للقرار 1701، وناشدت جيش الاحتلال الإسرائيلي وقف أي هجمات على قواتها.
وحسب الوكالة الوطنية للإعلام، وهي الوكالة الرسمية في لبنان، قالت قيادة الجيش اللبناني اليوم الاثنين إن "العدو الإسرائيلي يصر على انتهاكاته للسيادة اللبنانية، مسببًا زعزعة الاستقرار في لبنان، ومعرقلًا استكمال انتشار الجيش في الجنوب، وآخر هذه الاعتداءات المدانة استهدافه دورية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل".
وأكدت قيادة الجيش أنها تعمل بالتنسيق مع الدول الصديقة على وضع حد "للانتهاكات والخروقات المتواصلة من جانب العدو الإسرائيلي، التي تستلزم تحركًا فوريًّا كونها تمثل تصعيدًا خطيرًا".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها قوات حفظ السلام الدولية لهجمات إسرائيلية، ففي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت اليونيفيل أنها أسقطت مسيّرة إسرائيلية حلّقت فوق إحدى دورياتها بشكل هجومي، وفي وقت لاحق، قالت إن مسيّرة ثانية اقتربت من دوريتها العاملة قرب كفركلا وألقت قنبلة.
وأضافت أنه "بعد لحظات، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة اتجاه قوات حفظ السلام" لكن دون وقوع إصابات أو أضرار.
وكانت اليونيفيل أعلنت كذلك في 12 أكتوبر الماضي إصابة أحد جنودها بجروح طفيفة إثر إلقاء مسيّرة إسرائيلية قنبلة انفجرت قرب موقع تابع لقواتها في كفركلا.
وتأتي الضربات الإسرائيلية رُغم مُهلة أمريكية قدمها المبعوث الأمريكي توم براك للبنان حتى نهاية نوفمبر الجاري لإحداث تغييرات ملموسة في ملف نزع سلاح حزب الله، وتعهده بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية لحدوث ذلك، محذرًا من أن أمريكا لن تمانع إسرائيل في استئنافها بعد هذه المُهلة.
وتأتي هذه الضغوط في ظل وضع داخلي حساس، إذ يخشى الجيش، وفق المسؤولين، أن ينظر سكان الجنوب التي ترتكز فيها القاعدة الشعبية لحزب الله، إلى المداهمات بوصفها استجابة لإملاءات إسرائيلية ويفتح الباب أمام صراع بين الجيش وحزب الله.
ولا زال لبنان غير قادر على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر عام 2006، الذي أكد عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي تم إقراره قبل عام، وهو القرار الذي يقضي بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وحصر السلاح الثقيل بيد الجيش اللبناني.
ومطلع أغسطس/آب الماضي، وافقت الحكومة اللبنانية على ورقة أمريكية تضمنت إنهاء الوجود المسلح على كامل الأراضي، وكلَّفت الجيش بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله، ما فتح الباب أمام احتجاجات ميدانية وموجات من الاتهامات المتبادلة بين نواب البرلمان عن الحزب والحكومة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلع نوفمبر الجاري إن إسرائيل "لن تسمح للبنان بأن يصبح جبهة جديدة"، مشيرًا إلى أنها ستتخذ ما تعتبره إجراءات دفاعية إذا لم تُنفذ خطوات نزع السلاح.