أصدرت المحكمة الإدارية العليا، أمس السبت، 29 حكمًا قضائيًا غير قابلين للطعن بإلغاء قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بإعلان نتيجة الانتخابات على المقاعد الفردية في 29 دائرة انتخابية، كان من المنتظر أن تشهد جولات إعادة على مقاعدها خلال الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الثاني المقبل.
وبهذه الأحكام، يصبح عدد الدوائر التي تم إبطالها في 14 محافظة بالمرحلة الأولى من الانتخابات 48 دائرة من أصل 70 دائرة ضمتها تلك المرحلة، إذ سبق للهيئة الوطنية للانتخابات إلغاء نتيجة الانتخابات على المقاعد الفردية في 19 دائرة انتخابية أخرى، بالنظر لما شاب إجراء الانتخابات فيها من مخالفات تضمنت وجود دعاية في محيط اللجان الانتخابية، وعدم تسليم المرشحين ووكلائهم لمحاضر الحصر العددي للأصوات باللجان الفرعية والعامة، ووجود فوارق في حصر الأصوات بين محاضر الفرز باللجان الفرعية واللجان العامة، حسبما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في وقت سابق.
وذلك بعدما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الهيئة بالتدقيق في المخالفات والأحداث التي وقعت خلال المرحلة الأولى من الانتخابات.
وتستلزم أحكام الإدارية العليا إعادة إجراء الانتخابات مجددًا بين كافة المرشحين بتلك الدوائر، وإلغاء جولة الإعادة التي كان مقرر إجرائها خارج مصر يومي 1 و 2 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وداخل مصر يومي 3 و4 ديسمبر المقبل.
وحسب أحكام المحكمة الإدارية العليا وقرار الهيئة الوطنية للانتخابات، تم إلغاء نتائج الانتخابات بشكل كامل في 4 محافظات بالوجه القبلي هي الوادي الجديد وسوهاج وقنا وأسيوط.
ففي الوادي الجديد، أبطلت المحكمة بدائرتيها الأولى بمركز الخارجة والدائرة الثانية ومقرها مركز الداخلة والفرافرة وبلاط.
وكذلك الحال في محافظة الأقصر، التي أبطلت المحكمة نتيجة الانتخابات في دوائرها الثلاثة الأقصر وقنا والقرنة.
كما أبطلت المحكمة نتيجة الانتخابات في 3 دوائر بمحافظة أسيوط، ضمت دائرة أول أسيوط، ودائرة ديروط القوصية ومنفلوط، ودائرة أبو تيج، لتبطل بذلك الانتخابات بجميع دوائر أسيوط، بالنظر إلى أن الدائرة الوحيدة المتبقية وهي دائرة الفتح سبق وأن أبطلتها الهيئة الوطنية للانتخابات ضمن إلغائها للنتائج في 19 دائرة.
وفي سوهاج، أبطلت المحكمة نتيجة الانتخابات بدائرة البلينا وهي الدائرة الوحيدة التي نجت من البطلان الكلي الذي سبق وأن أقرته الهيئة الوطنية للانتخابات على 7 دوائر من أصل 8 دوائر بالمحافظة، لتبطل على هذا النحو كل الدوائر الانتخابية بسوهاج.
كما أبطلت المحكمة نتائج الانتخابات في دائرتين بأسوان، هما دائرتا نصر النوبة وأدفو، والتي لم ينجُ من البطلان فيها سوى دائرة أول أسوان، التي حسم أحد مقاعدها من الجولة الأولى مرشح حزب مستقبل وطن اللواء علي أبازيد، فيما ستشهد جولة إعادة في الموعد المقرر بين لحسم المقعد الثاني بين مرشح حزب حماة الوطن شرعي محمد صالح، ومرشح الحزب المصري الديمقراطي مدحت ركابي، كما نجت من البطلان دائرة كوم أمبو، التي حسم الانتخابات على مقعدها من الجولة الأولى مرشح حزب مستقبل وطن أحمد القهمورى.
وفي الإسكندرية، أبطلت المحكمة قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بخوض المرشحين هشام الرحماني وعطا بهاء عطا، جولة إعادة على المقعد الرابع بدائرة أول المنتزة، وذلك في الطعن المقام من المرشح المستقل عبد السلام العمراوي.
وفي المنيا، أبطلت المحكمة نتيجة الانتخابات في 5 دوائر من أصل 6 دوائر تضمها المحافظة، إذا شملت الدوائر المبطلة كلًا من دائرة ملوي ودائرة مغاغة والعدوة وبني مزار ودائرة أبو قرقاص ودائرة أول المنيا ودائرة دير مواس، ولم تنج من البطلان في المحافظة سوى دائرة سمالوط التي حسم الفوز بمقاعدها الثلاثة من الجولة الأولى مرشحا حزب مستقبل وطن محمد نشأت العمدة وتوحيد تامر، ومرشح حزب حماة وطن هوارى فخري طهير.
وفي الجيزة، قضت المحكمة ببطلان الانتخابات في 7 دوائر، ستضاف إلى دائرة إمبابة التي أبطلتها الهيئة الوطنية للانتخابات، ليصبح إجمالي عدد الدوائر المبطلة 8 دوائر من أصل 12 دائرة تضمهم المحافظة.
وجاءت على رأس الداوئر المبطلة بالجيزة دائرة قسم الجيزة، إلى جانب دائرة الهرم، ودائرة العمرانية والطالبية، ودائرة منشأة القناطر، ودائرة أول أكتوبر، ودائرة البدرشين، ودائرة بولاق الدكرور.
وفي البحيرة، أبطلت المحكمة نتيجة الانتخابات في 3 دوائر هي كوم حمادة والمحمودية والدلنجات، لتنضم هذه الدوائر إلى ثلاث دوائر أخرى بالمحافظة أبطلت الهيئة الوطنية الانتخابات فيها هي دمنهور وأبو حمص وإيتاي البارود، ليصبح عدد الدوائر المبطلة بالمحافظة 6 من أصل 9 دوائر.
وأخيرًا، أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكمًا ببطلان نتيجة الانتخابات بدائرة سنورس بالفيوم، في الطعن المقام من المرشح المستقل ربيع أبو كمال، لتنضم بذلك تلك الدائرة إلى دائرتي الفيوم وأبشواي اللاتين سبق وأن أبطلتهما الهيئة الوطنية للانتخابات سابقًا، فيما نجت من البطلان جولة الإعادة الوحيدة في الفيوم بدائرة إطسا.
ولم تكن المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية وحدها التي شهدت مخالفات، إذ خرجت كذلك المرحلة الثانية لتؤكد بقاء الأمور على حالها، وأنه لا سبيل لإخراج مشهد انتخابي أقل فجاجة، إذ خرجت بنفس كتالوج المرحلة الأولى مكررة المخالفات ذاتها.