انتشلت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاثنين، عددًا من الجثامين شرق الخط الأصفر (المناطق الواقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي) ببيت لاهيا شمال قطاع غزة، عقب عمليات بحث تحت أنقاض منازل تعرضت للدمار الكلي نتيجة عمليات القصف وتفجير الروبوتات الإسرائيلية خلال حرب الإبادة، وذلك بعد تنسيق اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبتعاون اللجنة المصرية في القطاع.
واستغرقت عمليات البحث والانتشال أكثر من 6 ساعات متواصلة، تمكنت خلالها القسام من انتشال قرابة 3 جثامين يعتقد أن من بينها جثمان محتجز إسرائيلي، ونُقلت الجثامين لمعاينتها والتحقق منها قبل الإعلان عن هوية أصحابها، حسبما أفاد مصدر في المقاومة الفلسطينية لـ المنصة.
وجرت عمليات البحث والانتشال في مناطق يصنفها جيش الاحتلال بالمناطق العسكرية التي لا زالت قواته تتمركز بداخلها.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن "الجثة التي عُثر عليها قرب بيت لاهيا هي جثة مختطف، وحماس غير معنية بتسليمها اليوم".
وكانت المقاومة الفلسطينية سلمت 26 جثمانًا لمحتجزين على عدّة مراحل خلال الشهريين الماضيين، ولا زالت عمليات البحث جارية عن اثنين آخرين، أحدهما جندي في صفوف جيش الاحتلال والآخر يعود لتايلندي الجنسية، ومن المتوقع أن تستمر عمليات البحث والانتشال عن جثمان واحد متبقي لدى المقاومة إذا ما أعلنت اليوم عثورها على أحدهما خلال البحث في بيت لاهيا.
وفي سياق آخر، أعلن جيش الاحتلال، أمس الأحد، استهداف وقتل 4 من عناصر المقاومة الفلسطينية شرق مدينة رفح جنوب القطاع، وذلك في إطار استمرار ملاحقته واستهدافه للمقاومة في مناطق سيطرته بالمدينة.
وقال الاحتلال في بيان "رُصد أربعة مخربين خرجوا من مسار تحت أرضي شرق رفح، حيث قامت القوات، بتوجيه من سلاح الجو، بالقضاء عليهم"، مؤكدًا انتشار قواته في المنطقة التي لا تزال تحت سيطرته بحسب اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونشر المتحدث باسم الاحتلال أفيخاي أدرعي على إكس فيديوهات ادعى أنها توثق لاستسلام واعتقال عناصر من المقاومة في رفح بعد عمليات ملاحقة وتدمير للأنفاق التي كانوا يتحصنون بداخلها.
وأكد في بيانه "قتل أكثر من 40" من عناصر المقاومة خلال الأسبوع الأخير خلال عمليات الملاحقة والتدمير التي يمارسها جيش الاحتلال جنوب القطاع، إلى جانب اعتقال عدد آخر من المقاومة والعمل على تدمير مسارات الأنفاق.
وأعلن محمد غازي حمد، نجل عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو وفدها المفاوض، مساء أمس الأحد، عن مقتل شقيقه عبد الله، خلال اشتباكه مع جيش الاحتلال برفح، بعدما تحصن مع رفاقه منذ أشهر في الأنفاق لمواجه الاحتلال خلال عملياته العسكرية بالمدينة.
وقالت مصادر عائلية لـ المنصة إنّهم تعرفوا على جثمانه في أحد الفيديوهات التي نشرها جنود الاحتلال لضحايا الأنفاق الذين تعرضوا للقتل أمس.
وكتب محمد غازي على فيسبوك "لا أعلم كيف يَنعى الحبيبُ حبيبَه، ولا كيف تُصاغ الكلمات في لحظةِ فراقٍ موجعةٍ كهذه، لكنّ قدرَ الله نافذ، حبيبي وروح قلبي عبدالله شهيدًا، رحل مقبلًا غير مُدبر، محاصرًا مشتبكًا في أنفاق رفح، ومضى إلى ربّه راضيًا محتسبًا".
والأسبوع الماضي، رفضت حركة حماس عرضًا إسرائيليًا بخروج جميع عناصرها من أنفاق رفح وتسليم أنفسهم لقوات الاحتلال، واعتبرت أن "الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال عبر ملاحقة وتصفية واعتقال المجاهدين المحاصَرين في أنفاق مدينة رفح تُعَدّ خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار".
والأحد قبل الماضي، أكدت حماس انقطاع اتصالها بمقاتليها المُحاصرين في أنفاق رفح الواقعة ضمن منطقة الخط الأصفر التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي.