الديوان الأميري القطري
أحمد الشرع يشارك في منتدى الدوحة، 6 ديسمبر 2025

الشرع: سعي إسرائيل لإقامة منطقة منزوعة السلاح يدخل سوريا في مكان خطر

قسم الأخبار
منشور الأحد 7 كانون الأول/ديسمبر 2025

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس السبت، إن إسرائيل تسعى لتصدير أزماتها إلى الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن سوريا واجهت عنفًا شديدًا من تل أبيب، حيث شنت أكثر من ألف غارة ونفذت نحو 400 توغل داخل الأراضي السورية.

وأكد خلال مشاركته في فعاليات النسخة الـ23 لمنتدى الدوحة 2025 في العاصمة القطرية تحت شعار "ترسيخ العدالة من الوعود إلى الواقع الملموس"، أن سعي تل أبيب لإقامة منطقة منزوعة السلاح في المنطقة، من شأنه أن يُدخل بلاده في مكان خطر.

وقال الشرع إن "سوريا تصر على التزام إسرائيل باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، ومطلب المنطقة منزوعة السلاح حوله الكثير من التساؤلات، فمن سيحمي هذه المنطقة إن لم يكن هناك تواجد للجيش السوري؟".

وأوضح أن "أي اتفاق يجب أن يضمن مصالح سوريا، فهي من تتعرض للهجمات الإسرائيلية". متسائلًا "من الأولى أن يطالب بمنطقة عازلة والانسحاب؟".

واتفاقية فض الاشتباك وُقعت عام 1974 بين سوريا وإسرائيل عقب حرب 6 أكتوبر 1973، بهدف الفصل بين القوات المتحاربة من الجانبين وفك الاشتباك بينهما، وتضمنت ترتيبات لفصل القوات، وحددت خطين رئيسيين، عُرفا بـ"ألفا" و"برافو"، ويفصلان بين المواقع العسكرية السورية والإسرائيلية. كما أنشئت منطقة عازلة بين الخطين، تخضع لإشراف قوة من الأمم المتحدة تعرف بـ"الأندوف".

وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتلة.

تصريحات الشرع جاءت ردًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال الثلاثاء الماضي إن ما تتوقعه إسرائيل من الجانب السوري هو إقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد من العاصمة دمشق وحتى المنطقة العازلة في الجولان.

ومساء الثلاثاء، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يطالب إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان التي احتلتها في عام 1967 وضمتها في 1981، بأغلبية 123 صوتًا لصالحه، مقابل سبعة أصوات ضده، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، وامتناع 41 عضوًا عن التصويت.

وتعليقًا على القرار، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون على إكس "لن تعود إسرائيل إلى حدود عام 1967 ولن تتخلى عن الجولان. لا الآن ولا في أي وقت آخر".

تصويت الولايات المتحدة ضد القرار جاء بعد يوم من إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا مباشرًا طالب فيه إسرائيل بالامتناع عن أي خطوات تعرقل وتزعج سوريا. 

وخلال الأيام الماضية، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على قرية بيت جن في جنوب سوريا، في أعنف حادث من نوعه تشهده القرية منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد قبل عام. ووصفت دمشق الهجوم بأنه "اعتداء إجرامي" و"جريمة حرب مكتملة الأركان".

والشهر الماضي، قال الشرع إن دمشق منخرطة في مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وقطعت شوطًا جيدًا في طريق التوصل إلى اتفاق، لكنه لفت إلى أنه "للوصول إلى اتفاق نهائي، يجب على إسرائيل الانسحاب إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر/كانون الأول 2024".

وفي اليوم التالي لإطاحة المعارضة المسلحة في سوريا بنظام بشار الأسد في ديسمبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاق فض الاشتباك، وسيطرت على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة جبل الشيخ المحاذية لهضبة الجولان، بحُجة "منع الميليشيات من التقدم".