أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية ومدفعية استهدفت أكثر من 70 موقعًا لتنظيم داعش في وسط سوريا أمس، ضمن عملية أطلقت عليها اسم "عين الصقر"، ردًا على هجوم دموي أودى بحياة ثلاثة أمريكيين في منطقة تدمر قبل أيام.
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" براد كوبر، في بيان، إن طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ومدفعية أمريكية شاركت في العملية، مستهدفة "بنية تحتية ومخازن أسلحة ومواقع عملياتية" للتنظيم، باستخدام أكثر من 100 ذخيرة موجهة بدقة، مضيفًا أن القوات المسلحة الأردنية قدمت دعمًا جويًا بطائرات مقاتلة.
وحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، أسفرت الضربات عن مقتل 5 عناصر على الأقل من تنظيم داعش، بينهم قائد خلية مسؤولة عن الطائرات المسيرة في دير الزور.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العملية بأنها "رد انتقامي قاس جدًا"، مؤكدًا أن واشنطن "توجه ضربات قوية جدًا ضد معاقل تنظيم داعش في سوريا".
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أن الضربات تأتي وفاءً بوعده بالرد على الهجوم الإرهابي القاتل الذي استهدف قوات أمريكية.
ويوم 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، نفذ تنظيم داعش هجومًا استهدف قوات أمريكية وسورية في تدمر، أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم سوري، قبل أن يتعهد ترامب برد قوي.
من ناحيته، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن العملية تمثل "ردًا مباشرًا وإعلان انتقام"، مضيفًا عبر منصة إكس "اليوم طاردنا أعداءنا وقتلناهم. الكثير منهم. وسنواصل ذلك".
وأشار بيان القيادة المركزية إلى أن الولايات المتحدة وقوات التحالف نفذت 10 عمليات في سوريا والعراق أدت إلى مقتل أو اعتقال 23 عنصرًا من تنظيم داعش منذ هجومه الأخير في تدمر.
وذكرت "سنتكوم" أن القوات الأمريكية وقوات التحالف نفذت أكثر من 80 عملية في سوريا خلال الأشهر الستة الماضية، مشيرة إلى أنها ستواصل ذلك "بلا هواده" بهدف "القضاء على التهديدات المباشرة للأمن الأمريكي والاستقرار الإقليمي".
ميدانيًا، أفاد مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية بتنفيذ غارات جوية في البادية بريف حمص، إضافة إلى مناطق ريفية قرب دير الزور والرقة، بينما قال مسؤول محلي إن انفجارات أعقبها "سقوط شظايا من نيران متوسطة العيار" في البادية جنوب غربي الرقة.
وفي أول تعليق رسمي، أكدت وزارة الخارجية السورية، السبت، "التزام سوريا الثابت بمكافحة تنظيم داعش ومنع وجود أي ملاذات آمنة له على الأراضي السورية"، مشيرة إلى أن السلطات ستواصل "تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها".
وانضمت سوريا للتنظيم الدولي لمواجهة داعش بعد محادثات أجراها ترامب مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع القيادي السابق في تنظيم القاعدة، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما رفعت واشنطن عنه تصنيفه كإرهابي أجنبي.
والأحد الماضي، قال الجيش الأمريكي إنه دمر 15 موقعًا لتخزين الأسلحة تابعة لتنظيم داعش في ريف دمشق جنوب سوريا، خلال عمليات مشتركة مع الجيش السوري نُفذت بين 24 و27 نوفمبر الماضي.
ويأتي التصعيد الأمريكي في سياق وجود عسكري يتركز أساسًا في مناطق سيطرة القوات الكردية بشمال وشمال شرقي سوريا، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تقول واشنطن إن مهمتها الأساسية هي مكافحة داعش ودعم الشركاء المحليين.
وسيطر تنظيم داعش على مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص مرتين بين عامي 2015 و2017، قبل أن يُطرد منها بدعم روسي للجيش السوري، مخلفًا دمارًا واسعًا، إضافة إلى إعدامات جماعية طالت مدنيين وعسكريين.