في رد فعل على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى أمريكا لمدة أربعة أشهر، حتى من ذوي الأوراق السليمة بينهم، أضرب أمس سائقي التاكسي في نيويورك لمدة ساعة، وامتنعوا عن اصطحاب الركاب من مطار جون كينيدي. وأصدرت نقابة سائقي التاكسي بيانًا قالت فيه:
"يتعرض السائقون المهنيون لخطر القتل بنسبة تفوق جميع العمال الآخرين بعشرين مرة. بالتصديق على التعصب من خلال القرار التنفيذي غير الدستوري وغير الإنساني الذي يمنع اللاجئين المسلمين من سبع دول، يضع الرئيس السائقين المهنيين في خطر أكبر مما كانوا عليه في أي وقت منذ أحداث 11 سبتمبر، عندما تصاعدت جرائم الكراهية ضد المهاجرين.
اقرأ أيضًا.. احتجاجات مطار كينيدي.. كيف دافع الأمريكيون عن حقوق المسلمين؟
نقابتنا القوية التي تضم 19 ألف عضو تُعارِض بحزم منع دونالد ترامب للمسلمين. وكمنظمة يُشَكِّل المسلمون معظم أعضائها، وقوة عمل تتكون غالبًا من المهاجرين على مستوى العالم، وحركة طبقة عاملة تأسست على الدفاع عن المقموعين، نقول لا لهذا المنع غير الإنساني وغير الدستوري.
نحن نعلم جيدًا جدًا أنه عندما تُصَدِّق برامج الحكومة على الرهاب الصريح من الإسلام ، وعندما نشهد قيء خطاب الكراهية الذي يصدر من منبر المتنمرين، تتزايد جرائم الكراهية ويعاني السائقون بشدة. كذلك فالأعضاء السيخ وغير المسلمين والأعضاء ذوي اللونين الأسود والبني يعانون أيضًا من العنف ضد المسلمين.
اليوم يشارك السائقون في مظاهرة مطار جون كينيدي دعمًا لجميع من أُوقفوا في المطار بسبب قرار ترامب التنفيذي غير الدستوري. يتضامن السائقون مع اللاجئين الذين جاءوا إلى أمريكا بحثًا عن السلام والأمان وهؤلاء الذين يحاولون ببساطة أن يعودوا إلى بيوتهم هنا في أمريكا بعد سفرهم إلى الخارج. نتضامن مع كل جيراننا المحبين للسلام ضد هذا التصرف غير الإنساني والقاسي وغير الدستوري والذي يتسم بالتعصب البحت".
https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fnytwa%2Fposts%2F1562624543751719&width=500
ثم أضاف السائقون في بيان آخر:
"تضامنوا مع الآلاف الذين يتظاهرون ضد المنع غير الإنساني وغير الدستوري للاجئين والمسافرين المسلمين. اتحدوا أيها الأخوة والأخوات من أجل عالم عادل. لا يمكن أن نصمت. نحن نذهب إلى العمل لنرحب بالناس في أرض رحبت بنا في يوم ما. نحن البائسين والمتعبين والجائعين والفقراء. لن ننقسم أبدًا".
https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fnytwa%2Fposts%2F1562843777063129&width=500
ورغم أن النقابة دعت جميع سائقي التاكسي للمشاركة في الإضراب، بمَن في ذلك سائقي "أوبر"، إلا أن شركة "أوبر" انتهزت فرصة الإضراب وألغت زيادة الأجرة surge التي كانت تفرضها في الأوقات المزدحمة مروريًا، مما اعتبره البعض تأييدًا من الشركة لقرارات ترامب.
في وقت قصير صار هاشتاج #DeleteUber من ضمن الهاشتاجات المتصدرة موقع تويتر في الولايات المتحدة، في دعوة لحذف التطبيق وعدم التعامل مع الشركة، وتردد صدى هذه الدعوة عالميًا. وكالعادة لم يمر الأمر ببساطة، وتصاعدت أصوات تقول إن مقاطعة الشركة لن يؤذي سوى السائقين الفقراء الذين يعملون فيها.
حاولت الشركة في نيويورك احتواء الأمر بنشر تغريدة تقول فيها إن مسؤولي الشركة يعارضون قرارات المنع، وأنهم لا يريدون إفساد الإضراب.
على مستوى أعم توسعت الاحتجاجات عند مطار جون كينيدي ووصل المشاركون فيها إلى 5 آلاف، مع توقع باستمرار الاحتجاجات في الأيام القادمة. ولم يتوقف الأمر عند الاحتجاجات الشعبية، إذ خرج عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ليدين قرار ترامب في بيان له ووصفه بأنه مخجل. وأضاف دي بلاسيو أن "القرار يزيل حقوقنا الدستورية وإذا كان هذا هو ما يبدأ به الرئيس، فتخيلوا ما الذي سيفعله بعد ذلك".
وكان ترامب أصدر قرارًا يوم الجمعة يمنع مواطنين من سبع دول مسلمة من دخول أمريكا، وهي دول إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، مع تردد أنباء عن إمكانية منع مواطني مصر والسعودية أيضًا.