قال مصدر قيادي في حركة حماس إن السلطة الفلسطينية رفضت المقترح المتوافق عليه بين الحركة وعدد من الفصائل بشأن تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، تضم 15 عضوًا إضافة إلى رئيس لها، لتتولى إدارة شؤون القطاع في المرحلة المقبلة.
ونهاية الأسبوع الماضي، اتفقت الفصائل الفلسطينية خلال اجتماعات عُقدت في القاهرة، على تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة من المستقلين لإدارة قطاع غزة، وناقشت الأمر مع مسؤولين اثنين من السلطة الفلسطينية هما نائب الرئيس حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، واللذان طلبا مناقشة الأمر في رام الله، على أن تُستكمل المناقشات في جولات لاحقة.
وأضاف القيادي بحماس لـ المنصة، أن السلطة تشترط أن تكون اللجنة تابعة بشكل كامل لحكومة رام الله، "رغم خطورة المماطلة في هذا الملف وإمكانية استغلاله بفرض لجنة دولية لإدارة القطاع ما يُشكل خطرًا مباشرًا على وحدة القرار الفلسطيني".
وقال مصدر مصري مطلع على المفاوضات إن ما تطلبه السلطة يصعب تمريره سياسيًا ودوليًا، وقد يواجه اعتراضًا أمريكيًا وإسرائيليًا.
وكان الفريق جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس قطاع الرياضة في السلطة الفلسطينية، قال في حوار سابق مع المنصة تعليقًا على المقترح المصري بتشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة، إن "اللجنة بمعزل عن السلطة والحكومة الفلسطينية ستكون وصفةً لتكريس الانقسام والاحتلال".
بدوره، أكد المصدر بحماس أن الحركة مستعدة لنقل إدارة القطاع بالكامل إلى اللجنة الإدارية، بما يشمل الملفات الأمنية، إلى جانب قبولها بأن يترأس اللجنة وزير من حكومة رام الله، إذا ما تم الاتفاق بين الطرفين على ذلك.
وفي سياق متصل، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أمس معلومات تفيد بأن حماس وافقت على تعيين أمجد الشوا رئيسًا للجنة تكنوقراط لإدارة القطاع في اليوم التالي للحرب. والشوا هو رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، ويعد شخصية مستقلة وغير منتمية لأي فصيل.
وأشار القيادي بالحركة إلى أن حماس قدمت "تسهيلات كبيرة" خلال مباحثاتها الأخيرة مع الوسطاء، مشيرًا إلى وجود تنسيق واسع مع القاهرة في هذا السياق، مردفًا بأن الحركة وافقت على نشر قوة أممية بقرار من مجلس الأمن، تكون مهمتها مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، مع تمركزها في المناطق الفاصلة فقط.
كان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال خلال جولة شملت إسرائيل وقطر مطلع الأسبوع الجاري، إن عدة دول أبدت استعدادها للمشاركة في قوة دولية يجري بحث تشكيلها، مشيرًا إلى محادثات مستمرة مع مصر وقطر وتركيا، ووجود اهتمام من دول بينها إندونيسيا وأذربيجان.
وأضاف أن واشنطن يمكنها الدعوة إلى قرار من الأمم المتحدة لدعم القوة، ما سيسمح بمشاركة عدد أكبر من الدول.
وأشار روبيو إلى أن تنسيقًا استخباراتيًا يجري بشكل مستمر بين إسرائيل والولايات المتحدة وعدد من الوسطاء، بهدف إحباط أي تهديدات للهدنة، قائلاً إن هذا التنسيق أدى إلى إحباط هجوم كانت تخطط له حماس نهاية الأسبوع الماضي.
من جهته، قال قيادي آخر في حركة حماس إن ملف سلاح المقاومة تم تأجيله إلى مرحلة سياسية لاحقة، لكن الأطراف الوسيطة طرحت تصورًا مقبولًا لدى الحركة، يقضي بتخزين السلاح وتجميده ضمن هدنة طويلة الأمد تتيح إعادة إعمار القطاع.
وتأتي هذه المستجدات في وقت تشهد فيه المنطقة نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا من الوسطاء في مصر والولايات المتحدة لضمان تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات المرحلة الثانية منه.
وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق الذي أعلنه ترامب في وقت سابق من الشهر الجاري، مفاوضات حول إدارة قطاع غزة ونزع سلاح المقاومة، وسط تحفظ إسرائيلي على استكمال مراحل الاتفاق حتى تسليم جميع جثث المحتجزين لدى حماس.
وحتى الآن تسلمت إسرائيل 20 محتجزًا أحياء من حماس، بالإضافة إلى 15 جثة من بين 28 لمحتجزين آخرين قُتلوا أثناء القصف الإسرائيلي على القطاع، فيما تطالب حماس بمهلة ومعدات لتمكينها من البحث عن الجثث المتبقية.
ومنذ السبت الماضي، بدأت مصر إدخال معدات وآليات ثقيلة للمساهمة في جهود البحث عن الجثث الإسرائيلية لضمان تثبيت الاتفاق ودخول المرحلة الثانية من المفاوضات تمهيدًا لانسحاب عسكري كامل لجيش الاحتلال من غزة وبدء خطة إعادة الإعمار.