أفاد إعلام عبري بأن الرفات الذي تسلمته إسرائيل مساء أمس، تعود أجزاء منها لجثمان جندي تسلمه الاحتلال في وقت سابق وتم دفنه، مشيرًا إلى أن تل أبيب تدرس اتخاذ خطوات تصعيدية حيال ما اعتبرته "انتهاكًا" من حركة حماس لاتفاق وقف إطلاق النار وتسليم المحتجزين لديها.
ومساء أمس، أعلنت الحكومة الإسرائيلية تسلم جثمان محتجز جديد من الصليب الأحمر داخل قطاع غزة، من بين 13 محتجزًا لا تزال جثثهم لدى حماس التي تقول إنهم أسفل الأنقاض وتحتاج وقت ومعدات لاستخراجها.
وحسب يديعوت أحرونوت الإسرائيلي من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم، جلسةً عاجلةً لتحديد العقوبات الإسرائيلية على حماس، في ضوء "تعثر إعادة الأسرى الثلاثة عشر القتلى".
وحسب القناة 12 الإسرائيلية سيعقد المستوى السياسي نقاشًا حول طبيعة العقوبات التي وصفتها بأنه "محددة وفورية".
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي لم تسمه أن تل أبيب "لن تستطيع الانتظار أكثر من ذلك، وستتخذ خطوات حيال هذا الانتهاك من جانب حماس".
وأشارت صحيفة معاريف نقلًا عن مصدر إسرائيلي آخر، إلى أن "حماس تعرف جيدًا كيفية إعادة معظم المدنيين المختطفين، لكنها تتجنب ذلك عن علم، وهذه ادعاءات كاذبة هدفها واحد: كسب الوقت وتوسيع نطاق الاتفاق مرارًا وتكرارًا".
في السياق، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عبر إكس، إنه "حان الوقت لكسر هذه الشوكة نهائيًا الآن، لسنا بحاجة إلى تحصيل ثمن انتهاكات حماس، نحن بحاجة إلى محاسبتها على وجودها، وتدميرها تمامًا".
وخاطب بن غفير، نتنياهو قائلًا "وفقًا للهدف المركزي المحدد لحرب النهضة، سيدي رئيس الوزراء، كفى ترددًا وأصدر الأمر".
من جهته، طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رئيس الوزراء بإصدار أمر لجيش الاحتلال بإعادة اعتقال جميع الأسرى الذين أُطلق سراحهم في صفقة الأسر إلى الضفة الغربية "ردًا على انتهاكات حماس المتكررة".
وطالب عضو الكنيسيت الإسرائيلي إسحاق كرويزر باستئناف الحرب، قائلًا "يجب أن نعود إلى القتال العنيف حتى عودة آخر المختطفين وهزيمة حماس، العودة إلى القتال الآن".
وتعد عمليات استخراج رفات المحتجزين وتسليمها إحدى النقاط الشائكة في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد حرب دامت لعامين بين إسرائيل وحماس.
وبموجب الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 رهينة أحياء، وسلّمت رفات 16 آخرين من أصل 28 أعلنت إسرائيل مقتلهم، فيما بقيت 12 جثة قيد البحث داخل القطاع، تشمل 10 إسرائيليين وعاملين أجنبيين من تايلاند وتنزانيا.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الأحد إن حماس "تعرف مكان الجثث"، مضيفًا أن إسرائيل سمحت بدخول فريق فني مصري إلى غزة للمشاركة مع الصليب الأحمر في عمليات البحث، باستخدام جرافات وشاحنات خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الذي يحدد منطقة انسحاب الجيش الإسرائيلي داخل القطاع بموجب الاتفاق.
وترفض إسرائيل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار حتى تتسلم آخر جثمان لمحتجزيها لدى حماس.