أعلنت حركة حماس عثورها على جثتين لمحتجزين إسرائيليين مساء أمس، دون الإعلان عن تسليمهما للصليب الأحمر والحكومة الإسرائيلية ردًا على هجمات شنها الاحتلال في الوقت ذاته.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في بيان نشرته عبر تليجرام في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إنها تمكنت من استعادة جثمان لمحتجز إسرائيلي من داخل نفق شمال مدينة خانيونس جنوب القطاع، بعد عمليات حفر استمرت قرابة 13 يومًا متواصلة.
وأكد البيان أن الحركة قررت تأجيل تسليم الجثمان إلى الصليب الأحمر ردًا على جرائم الاحتلال، قبل أن تعثر على جثة لمحتجز آخر.
ومساء أمس، شن جيش الاحتلال غارات جوية على مناطق مختلفة من قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 35 فلسطينيًا وإصابة العشرات، قال إنها ردًا على اشتباكات وقعت بين القوات الإسرائيلية وحماس التي نفت ذلك تمامًا، مطالبة بتدخل الوسطاء لوقف الاعتداءات المتكررة للاحتلال. 
وعادة لا تنشر الحركة أسماء جثث المحتجزين إلا بعد التعرف الرسمي عليها من قبل سلطات الاحتلال، إلا أنها نشرت اسمي من عثرت عليهما أمس، وهما أميرام كوبر، وساهر باروخ، دون الإشارة إلى موعد تسليمهما.
وقالت كتائب القسام إن التصعيد الإسرائيلي يعيق عمليات الحفر والبحث عن جثامين المحتجزين الأمر الذي سيؤخر استعادة الاحتلال لهم.
وأورد بيان للحركة تصريحات لعضو المكتب السياسي لحماس في غزة سهيل الهندي، قال فيها إن "المقاومة واجهت صعوبات كبيرة خلال عمليات انتشال جثث أسرى الاحتلال، وما زلنا نطالب بالسماح بإدخال المعدات الثقيلة لاستكمال انتشال باقي الجثث".
وأضاف الهندي أن على العدو الصهيوني أن يدرك أننا ملتزمون بالاتفاق، وعليه أن يتوقف عن اتهامنا زورًا بخرق الاتفاق، مردفًا بأن الحركة طلبت الموافقة على دخول فرق بحث إلى المناطق الحمراء للعثور على جثامين المحتجزين، إلا أنه رفض ذلك.
وتابع "ننتظر موافقة الاحتلال على دخول فرق ميدانية إلى رفح للبحث عن جثث أسراه"، مؤكدًا أنه لا مصلحة للمقاومة في إخفاء أي جثة أو تأخير تسليمها، مشيرًا إلى أن المقاومة بذلت كل جهد ممكن لانتشال الجثث، والاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تأخير في استخراج البقية. 
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، سلمت حماس 20 محتجزًا أحياء، و15 جثمانًا لمحتجزين، فيما لا يزال 13 جثمانًا في قطاع غزة يجري العمل على انتشالهم من تحت الأنقاض ومن داخل الأنفاق التي تعرضت لقصف إسرائيلي خلال فترة القصف التي امتدت لعامين.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الأحد إن حماس "تعرف مكان الجثث"، مضيفًا أن إسرائيل سمحت بدخول فريق فني مصري إلى غزة للمشاركة مع الصليب الأحمر في عمليات البحث، باستخدام جرافات وشاحنات خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الذي يحدد منطقة انسحاب الجيش الإسرائيلي داخل القطاع بموجب الاتفاق.
وترفض إسرائيل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار حتى تتسلم آخر جثمان لمحتجزيها لدى حماس.