حساب hamza على إكس
ضحايا هجوم شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين قُرب الفاشر، 11 أبريل 2025

اتهامات لـ"الدعم السريع" بتصفية جرحى بمستشفى الفاشر.. وتحالف "تأسيس" ينفي ويعلن فتح تحقيق

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025

اتهمت "تنسيقية مقاومة الفاشر" عناصر من قوات الدعم السريع بتصفية جرحى ومصابين داخل المستشفى السعودي بمدينة الفاشر، المنشأة الطبية الوحيدة التي لا تزال تعمل جزئيًا في المدينة، وذلك في اليوم الثالث لسيطرة الدعم السريع على مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان.

وفي المقابل، نفى عضو الهيئة القيادية في تحالف "تأسيس" المساند للدعم السريع حسب النبي محمود، وقوع مجازر في المدينة، وقال لقناة العربية، إن التحالف شكّل لجانًا للتحقيق في أي انتهاكات محتملة.

وأشار إلى أن ما شهدته الفاشر كان "حربًا ضارية" ضد من وصفهم بـ"الميليشيات المتحالفة مع الجيش"، مضيفًا أن المواجهات الجارية غرب البلاد تدور بين الدعم السريع و"فلول الإخوان".

والأحد الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على مدينة الفاشر بعد معارك عنيفة انتهت بالاستيلاء على مقر الفرقة السادسة للجيش وآخر معاقله في المدينة، وهو ما أقر به قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في اليوم التالي، معلنًا انسحاب القوات "تجنبًا لمزيد من الدماء والضحايا".

وكانت منظمة الصحة العالمية أدانت سابقًا الهجوم الذي تعرّض له المستشفى السعودي، محذرة من تفاقم الوضع الإنساني في ظل انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول إلى معلومات دقيقة حول أوضاع المرضى والطواقم الطبية.

وخلال الأيام الماضية، تصاعدت المخاوف على مصير المدنيين في الإقليم، بعد تقارير واتّهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب عمليات قتل جماعي وعنف ذي طابع عِرقي في الفاشر، إلى جانب مقتل خمسة متطوعين من الهلال الأحمر في إقليم كردفان.

واتهمت "القوة المشتركة" الحليفة للجيش، الدعم السريع، بـ"إعدام أكثر من ألفي مدني أعزل"، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، منذ الأحد الماضي، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس. كما أكد نائب حاكم دارفور مصطفى تمبور أن "جرائم ارتكبت في الفاشر"، وفق تعبيره.

ومع تزايد التقارير عن الانتهاكات، دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى التهدئة، مؤكدًا ضرورة توثيق كل انتهاكات القانون الإنساني الدولي، في ظل حصار طويل أدى لنقص حاد في الغذاء والمياه والعلاج الطبي للفارين داخل المدينة.

كما دعا السيناتور الأمريكي جيم ريش إلى تصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية أجنبية، قائلاً إن "الفظائع في الفاشر ليست حادثًا عرضيًا بل جزء من خطة واضحة".

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من تزايد خطر الانتهاكات ذات الدوافع العرقية، مشيرة إلى أن نمط العنف الحالي يعيد إلى الأذهان الفظائع التي ارتُكبت مطلع الألفية على يد الميليشيات التي انبثقت عنها قوات الدعم السريع.

كما أكدت اليونيسف أن الوضع الإنساني في دارفور بالغ الخطورة، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض، مطالبة بوقف القتال والسماح بوصول المساعدات فورًا.

وتعد الفاشر آخر عاصمة إقليمية كانت خارج سيطرة الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، وظلّت محاصَرة لأكثر من 18 شهرًا. وخلال الحصار، وثّقت منظمات إنسانية نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، ما أدى إلى تفشي الجوع والأمراض بين سكانها، الذين يُقدَّر عددهم بنحو 250 ألف نسمة.

واتهمت منظمات حقوقية الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيّرة ومدفعية على مناطق مأهولة، بينما وُجهت اتهامات مماثلة للجيش بتنفيذ قصف عشوائي داخل الأحياء السكنية. وأفادت بعثة أممية الشهر الماضي بأن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال حصارها للمدينة، في حين تحدثت تقارير أخرى عن انتهاكات من الجانبين.

وحذّر ناشطون ومنظمات محلية من أن سيطرة الدعم السريع الكاملة على الفاشر قد تؤدي إلى تصاعد هجمات ذات طابع عرقي، في تكرار لأحداث مشابهة وقعت سابقًا في مخيم زمزم جنوب المدينة.