تصوير محمد نابليون، المنصة
غياب للناخبين والطوابير أمام إحدى لجان الطالبية بالجيزة، 10 ديسمبر 2025

إعادة "النواب".. إقبال ضعيف على لجان الجيزة رغم شراء الأصوات ومحاولات الحشد

محمد نابليون محمد سليمان محمد الخولي
منشور الأربعاء 10 كانون الأول/ديسمبر 2025

شهدت إعادة انتخابات مجلس النواب في ثلاث دوائر بمحافظة الجيزة، اليوم، إقبالًا محدودًا من الناخبين كما اختفت الطوابير المصطنعة أمام اللجان، بينما ظهرت بوضوح محاولات حشد للمواطنين في كثير منها، وهو ما اعترفت الهيئة الوطنية للانتخابات به بعد رصد شكاوى من عمليات شراء أصوات خاصة في دائرة الطالبية والعمرانية.

وخلال جولتها على عدد من اللجان الانتخابية بدوائر الطالبية والعمرانية، والدقي والجيزة، وبولاق الدكرور، رصدت المنصة حضورًا ملحوظًا لسيارات أجرة لحشد المواطنين إلى اللجان وانتظارهم لحين الانتهاء من عملية التصويت، وغيابًا لافتًا للطوابير التي كان يتصدرها شباب وفتيات من فئة عمرية واحدة.

واللجان الثلاثة ضمن 30 دائرة في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب قررت المحكمة الإدارية العليا إلغاء نتيجتها بعد طعون حول مدى نزاهتها ووجود خروقات انتخابية فيها، وتجرى إعادتها اليوم وغدًا الخميس.

شراء أصوات في الطالبية 

في دائرة الطالبية خلت لجان مدرستي أحمد عرابي الثانوية ومصطفى كامل من الناخبين إلا من أعداد محدودة من النساء وكبار السن تناوبت سيارات أجرة على توصيلهم إلى اللجان وانتظارهم حتى الانتهاء من التصويت.

من ناحيته، قال محمد الطريفي، صاحب محل ملابس مواجه لمدرسة أحمد عرابي، إن السيارات تابعة لحملة المرشح السيد زغلول، الذي أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكمًا لصالحه بإلغاء نتيجة انتخابات الجولة الأولى بالدائرة والتي كان مقررًا إجراء الإعادة بها بين 4 مرشحين ليس من بينهم زغلول.

وأضاف الطريفي لـ المنصة أن تلك السيارات تقل الناخبين عقب انتهائهم من التصويت إلى مقر انتخابي كبير تابع لحملة زغلول بشارع مستشفى الصدر وبالقرب من قسم شرطة العمرانية، إذ يتم منح كل ناخب مبلغ 200 جنيه مقابل صوته.

وكان زغلول أكد في طعنه رقم 5597 لسنة 72 قضائية عليا على نتيجة الانتخابات، أنها شهدت خروقات تتعلق بتجميع الأصوات الإجمالية للصناديق، والتلاعب والتزوير في محاضر اللجان العامة والفرعية، وتقديم الرشاوى الانتخابية والهدايا العينية للناخبين بما يؤثر على إرادتهم وبغرض توجيههم.

وحسب الطريفي لم تقتصر عمليات شراء الأصوات بالدائرة على زغلول وحده، مؤكدًا أن المرشح المستقل جرجس لاوندي هو الآخر كلف عددًا من أصحاب المحال التجارية في محيط مدرسة مصطفى كامل بتجميع بطاقات الرقم القومي لمعارفهم ودفعهم للتصويت له مقابل 200 جنيه للصوت الواحد أيضًا، مؤكدًا أن توزيع الأموال على الناخبات عقب التصويت كان يتم داخل كوافير حريمي مواجه لمدرسة أحمد عرابي.

ومع الضعف الشديد في إقبال الناخبين على لجان مدرسة الشهيد هشام شتا الإعدادية بنات بشارع الهرم، لم يسمح ضابط شرطة، عرّف نفسه بأنه ضابط بالعلاقات العامة بمديرية أمن الجيزة، لصحفي المنصة بالتصوير ولا حتى الوقوف في محيط المدرسة.

ولم يخل المشهد أمام المدرسة من طابور مصطنع صغير لشباب، قابله على الناحية الأخرى طابور مماثل لنساء افترشن الأرض أمام اللجنة دون حركة دخول وخروج اعتيادية للناخبين إلى ومن اللجان داخل المدرسة.

"الوطنية للانتخابات" تحقق

من ناحيته، قال المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات المستشار أحمد بنداري إن غرفة عمليات الهيئة رصدت على السوشيال ميديا وقائع تتعلق بوجود نقاط حشد في عدد من شوارع بدائرة الطالبية بالجيزة، لشراء أصوات الناخبين.

وخلال مؤتمر متابعة العملية الانتخابية اليوم، قال بنداري إنه وجَّه رئيس لجنة المتابعة بمحافظة الجيزة شريف العقبي، باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ما رصدته الهيئة والتنسيق مع الأجهزة الأمنية، مشيرًا إلى أن الأخير أكد السعي لإنهاء الظاهرة بالتنسيق مع مديرية الأمن وإدارة البحث الجنائي.

من جهتها، أكدت وزارة الداخلية إلقاء القبض على عدد من الأشخاص بعدد من الدوائر التي تُجرى فيها الانتخابات بينها الطالبية و6 أكتوبر والهرم بالجيزة، بسبب رشاوى ودعاية انتخابية.

وفي دائرة الدقي والجيزة بدا واضحًا غياب الناخبين من أمام اللجان، كما غابت الطوابير التي كانت السمة الأساسية في انتخابات الدائرة في المرة الأولى.

نصف ساعة بدون ناخب

وأمام مدرسة بدر في شارع إيران بالدقي اختفى السرادق الكبير الذي كان موجودًا، كما لم ترصد المنصة خلال فترة وجودها أمام اللجنة لمدة نصف ساعة دخول أي ناخب إلى مقر اللجنة، وهو المشهد الذي تكرر بمدرسة الأورمان الثانوية بنات بحي الدقي، إذ اختفى الناخبون بينما لوحظ جلوس عدد قليل من المواطنين بالقرب من المدرسة يعلقون "بادج" للمرشح كمال الدالي.

وفي مقر اللجنة المقامة في الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية لم يختلف المشهد كثيرًا فالطوابير المصطنعة اختفت كذلك بينما لم يوجد ناخبين أمام اللجنة.

وفي دائرة بولاق الدكرور، بدأ الإقبال محدودًا مع فتح باب التصويت في التاسعة صباحًا، وتصدرت السيدات وكبار السن المشهد أمام مدرسة الشيخة جواهر، التي تضم 16 لجنة فرعية.

وازداد الإقبال تدريجيًا مع حلول الظهيرة، بالتزامن مع وصول سيارات ميكروباص تحمل ملصقًا بألوان علم مصر وعبارة "انزل شارك"، مع ورقة بيضاء مطبوع عليها اسم اللجنة.

كما جابت محيط اللجنة سيارة دفع رباعي تحمل صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومكبرات صوت، وبالقرب منها مسيرة بالطبول والمزمار تضم أقل من 20 شخصًا يحملون علم مصر.

وبدا لافتًا غياب المظاهر الدعائية للمرشحين أمام مقرات اللجان مباشرة، مع وجود كثيف للافتات على بعد عشرات الأمتار.

أي توجيه هيتصور

وداخل المقر الانتخابي، كان الوضع أكثر هدوءًا، حيث غابت تجمعات أنصار بعض المرشحين الذين تواجدوا بكثافة في الانتخابات الملغاة، وصاح أحد المرشحين في مندوب مرشح آخر قائلا "أي توجيه هيتصور".

ومنعت الشرطة دخول مندوبي بعض المرشحين، ممن يحملون توكيلات، دون بطاقات التعريف الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات.

وخلال جولتها في لجان مدارس طه حسين والإسراء والمعهد الأزهري، رصدت المنصة وجود أوراق وبطاقات بخلفية بيضاء مدون عليها أسماء الناخبين وأرقام لجانهم الانتخابية.

ويتنافس في الدوائر الثلاثين 623 مرشحًا للفوز بـ58 مقعدًا، وذلك دون المقاعد الـ6 التي حسمت بالفوز في 4 دوائر منها، هي الجيزة بمحافظة الجيزة، والمنتزه بالإسكندرية، والمحمودية بالبحيرة، وأول أسوان بمحافظة أسوان، والتي لا يزال مصيرها لم يحسم أمام محكمة النقض.

وشهدت المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب قبل إلغاء نتائج 68.5% من دوائرها بقرارات من المحكمة الإدارية العليا والهيئة الوطنية للانتخابات، خروقات ومخالفات تتعلق بشراء الأصوات وتوجيه الناخبين وعدم إرسال محاضر فرز بعض اللجان.