صفحة المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية- فيسبوك
المؤتمر الصحفي للرئيس السيسي والرئيس الفرنسي بالقاهرة 25-10-2023

نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفرنسي 25/10/2023

منشور الخميس 26 أكتوبر 2023 - آخر تحديث الخميس 26 أكتوبر 2023

بسم الله الرحمن الرحيم،

فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية،

السيدات والسادة،

اسمحوا لي إني أرحب بكم، وإن أنا أرحب بسيادة الرئيس في زيارتك مصر، واسمح لي إن أنا أسجل بكل تقدير واحترام تحياتي لك، وتقديري لكل الجهود اللي بتبذلها من أجل احتواء الأزمة، الأزمة اللي إحنا بنعيشها، وأتصور إن إحنا كلنا متأثرين بيها، تأثير كبير جدًا في منطقتنا بالكامل، وعلى العالم كله يمكن.

تحدثت مع فخامة الرئيس مطولًا في أزمة، الأزمة اللي إحنا بنجابهها دلوقتي أزمة آآ قطاع غزة، وتكلمنا بتفصيل شديد وبعمق شديد في جهود احتواء هذه الأزمة، والعمل على إن هي آآ يعني ما يكونش ليها تداعيات أكتر من اللي إحنا بنشوفه دلوقتي.

اتفقت مع فخامة الرئيس على أهمية إن الأزمة الحالية لا تتسع لتشمل يعني عناصر أخرى، أو مناطق أخرى، ويبقى بس يقتصر الجهد والعمل اللي إحنا بنعمله على إن إحنا نحتوي التطورات اللي بتمر بقطاع غزة، قطاع غزة.

ده معناه إن إحنا ببساطة ننظر بخطورة شديدة جدًا من اتساع دائرة العنف، وإنه يشمل أطراف أخرى داخل الـ، الإقليم أو المنطقة، ومخاطرها الشديدة جدا على الاستقرار والأمن في منطقتنا، وإحنا توافقنا على إن النقطة دي محتاجة إن إحنا نتحرك ونعمل بشكل مكثف فيها من أجل منع مزيد من التدهور في الموقف في منطقتنا.

أيضًا تكلمنا على أهمية احتواء وتهدئة الموقف في غزة، وهنا بنتكلم ولازم أسجل دي، أولًا لتفهم الرئيس ماكرون الحقيقة لفكرة إن عملية النزوح أو الهجرة أو الخروج من القطاع في اتجاه الأراضي المصرية أمر شديد الخطورة، ووافقنا على إن ده أمر مش، مش إحنا في مصر مش ها نسمح بيه فقط، لأ، ده خطر جدًا على القضية في حد ذاتها، لأن إذا كانت النهار ده قضية حل الدولتين، وده أمر أيضًا توافقنا عليه على إن هو غياب الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية كان أحد أسباب التداعيات اللي إحنا شوفناها مش في الجولة ديت، في 5 جولات من الصراع خلال الـ20 سنة اللي فاتوا، غياب الأمل، حالة الإحباط، اليأس... ده كل دي كانت عبارة عن أسباب أدت إلى الاقتتال اللي إحنا بنشوفه بشكل أو بآخر. فاتفقنا على إن خروج الفلسطينيين ده مش حل، لأن إذا كانت حل الدولتين لم ينجح والفلسطينيين موجودين على أراضيهم، على أراضيهم، يبقى مش معقول إن هو ممكن ينجح وهم مش موجودين على أراضيهم. دي نقطة.

الهدف بتاع الحرب المعلن، إن هو، يعني، تصفية حماس والجماعات والفصايل المسلحة اللي موجودة في القطاع. وده هدف، أنا، يعني، كلنا عارفين كويس قوي، والخبرات اللي موجودة لكل القادة على مختلف المستويات بدول مختلفة، إن هذا الأمر بيتطلب سنوات طويلة جدًا، ويمكن ده أيضًا من ضمن الموضوعات اللي إحنا تحدثنا فيها على أهمية إن إحنا نسعى من أجل عدم الاجتياح البري للقطاع، وده أمر في منتهى الأهمية أنا بسجله هنا، لأن الاجتياح البري قد ينتج عنه، آآ يعني.. تحـ.. مش تحديات، لأ، يعني.. ضحايا كثيرين جدًا جدًا من المدنيين، ويكفي إن حتى الآن إحنا بنتكلم ما يقرب من 6000.. ستة آلاف من المدنيين سقطوا حتى الآن، نصهم تقريبًا من الأطفال، نصفهم تقريبًا من الأطفال، ويجب أن نضع ده في عين الاعتبار في استمرار الأزمة وعدم وضع السلام، سلامة المدنيين، في الاعتبار عند التعامل مع الفعل العسكري الإسرائيلي في القطاع.

نقطة أيضًا توافقنا على إن إحنا نعمل فيها بجد، وهي إدخال المساعدات الإنسانية بالحجم اللي يتناسب مع 2.3 مليون فلسطيني موجودين في القطاع، والنهار ده إحنا بنتكلم من 7 أكتوبر لغاية النهار ده تقريبًا دخلنا في 15 يوم، والقطاع تحت الحصار الكامل، وبالتالي وقطع الكهرباء وقطع المياه وقطع الوقود عنه، وده أمر كان ليه تداعيات كبيرة جدا عالحالة الإنسانية داخل القطاع، وإحنا قلنا إن إحنا هنا متوافقين أيضًا على أهمية إن إحنا نتحرك في إدخال مزيد من المساعدات، وهنا أسجل شكري لفخامة الرئيس إن هو وعد بإرسال سفينة مستشفى إلى آآ لتقديم الخدمة الطبية لمن يحتاجها، يعني يحتاجها من المصابين الفلسطينيين.

أيضًا تحدثنا على أهمية إتاحة الفرصة والوقت، إن إحنا نعمل على إطلاق مزيد من الرهائن ومزيد من الـ.. الأسرى اللي موجودين في القطاع، وده من خلال تهدئة الموقف ما أمكن، تهدئة الموقف ما أمكن حتى نستطيع أن نعمل من أجل إطلاق مزيد من الرهائن والأسرى اللي موجودين لدى حماس.

إحنا في مصر حريصين على إن إحنا نقوم بدور إيجابي جدًا جدًا في هذه الأزمة من خلال تفهمنا، ومن خلال معاشرتنا للواقع، واقع تطور القضية الفلسطينية، وإن القضية الفلسطينية قضية القضايا بالنسبة لنا، وبالنسبة لمنطقتنا، وإن الرأي العام العربي والإسلامي متأثر جدًا جدًا ومقدر جدًا جدًا قد إيه حل القضية دي ها يكون ليه انعكاس كبير جدًا جدًا.

 ويمكن، يعني يمكن حد يقول: هل في فرصة حقيقية لمكافحة الإرهاب؟ أنا بقول للرئيس ماكرون إن فكرة، فكرة الـ.. هي الفكرة دي بدأت في مخيمات، نتيجة مخيمات الفلسطينيين، نتيجة فقد الأمل.. ما فيش أمل.. ما فيش فرصة إن إحنا نديهم دولة، الدولة دي تبقى جنبًا إلى جنب مع الدولة الفلسطينية، تحترم وتحافظ على أمن الإسرائيليين، وأمن الفلسطينيين، بكل الضمانات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.

 لما فُقِد هذا الأمل، لما فقد هذا الأمل، ولما الممارسات اللي كانت موجودة خلال السنين الأخيرة اللي فاتت في ما يخص المسجد الأقصى والـ، يعني، التوسع الاستيطاني اللي موجود... كل ده كان عبارة عن تغذية لحالة الكراهية والغضب اللي إحنا محتاجين نفرغها بإن إحنا نحيي، نحيي مرة تانية عملية السلام في، في المنطقة في ما يخص حل الدولتين.

توافقنا مع فخامة الرئيس على إن إحنا نتحرك سويًا، ونعمل سويًا من أجل هذا الهدف النبيل، هو احتواء الأزمة، عدم تصعيدها، إدخال المساعدات، تخفيض التوتر ما أمكن، عدم، أو السعي إلى عدم دخول أطراف أخرى في النزاع الحالي.. وهنا أنا بسجل مرة تانية شكري الشديد باسمي وباسم كل إنسان مخلص في منطقتنا للرئيس الفرنسي ماكرون على الجهد وعلى الحركة اللي بيبذلها من أجل احتواء هذه الأزمة، وهذا الأمر آآ.. ها ننجح فيه، لأن الإخلاص في العمل من أجل الأبرياء ومن أجل المسالمين لازم ربنا سبحانه وتعالى بيوفقنا فيه.

وبقول للرئيس ماكرون إن التاريخ ها يشهد لك بإنك إنت بتبذل جهد كبير قوي قوي، كان زار إسرائيل، وزار رام الله، وزار الأردن، والنهار ده في مصر، ويمكن في خلال يومين أو تلاتة فقط، الجولة الكبيرة ديت.

فخامة الرئيس، نحن بكل التقدير والاحترام والإعجاب والشكر لشخصكم ولفرنسا، وثق إن لك في مصر أصدقاء حريصين أيضًا على العمل سويًا من أجل تحقيق السلام، ونزع فتيل هذه الأزمة اللي إحنا كلنا بنتألم على الضحايا اللي موجودين فيها.

يمكن كان في حد يقول لي يا ترى إنتو تقبلوا إن يبقى في هجوم عالمدنيين؟ لا طبعًا، نحن ندين كل الأعمال التي تمس المدنيين، كل المدنيين، ما فيش كلام في ده، لأن المدني ده ما لوش علاقة بالغضب والألم والـ.. والحالة اللي إحنا فيها. بس أنا عايز أقول، مهم قوي إن إحنا وإحنا بنتكلم في النقطة ديت نتكلم فيها بمعيار واحد، يعني المدنيين اللي هنا، والمدنيين اللي هنا.

مرة تانية، برحب بيك فخامة الرئيس أهلًا وسهلًا.


ألقيت الكلمة في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، لبحث احتواء الأزمة في قطاع غزة.