الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية، فيسبوك
الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مع القادة الأوربيين، 17 مارس 2024

نص كلمة السيسي خلال مراسم توقيع اتفاقيات وعقد مؤتمر صحفي مشترك مع القادة الأوروبيين 17/3/2024

منشور الاثنين 18 مارس 2024 - آخر تحديث الأربعاء 3 أبريل 2024

بسم الله الرحمن الرحيم،

فخامة السيدة أورسولا فون درلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية،

فخامة السيد ألكسندر دي كرو، رئيس وزراء مملكة بلجيكا، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي،

فخامة السيد نيكوس خريستو دوليدس، رئيس جمهورية قبرص،

فخامة السيد كرياكوس متسوتاكيس، رئيس وزراء الجمهورية اليونانية،

فخامة السيد كارل نيهامر، مستشار النمسا،

فخامة السيدة جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية،

السيدات والسادة،

اسمحوا لي في البداية أن أرحب بكم ضيوفًا أعزاء على مصر، حيث تأتي زيارتكم للقاهرة اليوم وسط زخم مكثف تشهده العلاقات المصرية الأوروبية، سواء مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي أو دوله الأعضاء.

لقد مثلت زيارتكم اليوم مرحلة شديدة الأهمية في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، إذ نجحنا معا في تحقيق نقلة نوعية في شراكتنا، حيث قمت منذ قليل بالتوقيع مع السيدة أورسولا فون درلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على وثيقة إعلان سياسي مشترك لإطلاق مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، بهدف الارتقاء بمستوى التعاون من أجل تحقيق المصالح المشتركة.

السيدات والسادة،

لقد اقترن مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي بحزمة مالية لدعم الاقتصاد المصري، وتتكون هذه الحزمة التي تبلغ حوالي 7.4 مليار يورو من ثلاثة مكونات رئيسية، تتمثل في التمويل الميسر، وضمانات الاستثمار، والدعم الفني لتنفيذ مشروعات التعاون الثنائي.

اتفقنا أيضا مع السيدة رئيسة المفوضية الأوروبية على عقد مؤتمر  الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من العام الجاري، للتعريف بالفرص والإمكانيات الاستثمارية في مصر، وبما يسهم في تعزيز انخراط الشركات الأوروبية في السوق المصرية.

كما شهدت مباحثاتنا اليوم تركيزًا خاصًا على تعزيز التعاون في مجال الطاقة، سواء في ما يتعلق بمجال الغاز الطبيعي أو الربط الكهربائي، حيث اتفقنا على التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة، وأكدنا مواصلة التعاون القائم في إطار منتدى غاز شرق المتوسط، لما يساهم به في تحقيق أمن الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.

السيدات والسادة،

لقد تناولت المباحثات أهمية الاستمرار في مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها الهجرة غير الشرعية، حيث أكدنا التزامنا بمكافحة هذه الظاهرة في إطار التعاون القائم، مع تضمين البعد التنموي في معالجتها، إضافة إلى تعزيز مسارات الهجرة النظامية.

واتفقنا على ضرورة دعم جهود مصر التي نجحت في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ عام 2016، فضلًا عن استضافة 9 ملايين أجنبي في مصر، يتمتعون بالخدمات الاجتماعية والصحية أسوة بالمواطنين المصريين.

الحضور الكريم،

لقد حازت الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك باهتمام كبير في محاد.. في محادثاتنا اليوم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحرب في غزة، حيث أكدت حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية، ودعوت في هذا الإطار القادة الأوروبيين لبذل مزيد من الجهد لوقف إطلاق النار بشكل فوري وغير مشروط، فضلًا عن زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها.. يعيشها الفلسطينيين.

واتفقنا أيضا والقادة الأوروبيين على رفض شن إسرائيل عملية عسكرية في رفح، بما سيضاعف من الكارثة الإنسانية التي يعاني منها المدنيين بالقطاع، فضلًا عن آثار تلك العملية على تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر جملًة وتفصيلًا.

وتؤكد مصر مجددًا رفضها الكامل لأي محاولات من قبل إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني قسريًا من أرضه المحتلة منذ عام 67 بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

لقد استعرضت باستفاضة الجهود المصرية الرامية لحل الأزمة، مع تأكيد أهمية التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

أود أن أختتم كلمتي بتأكيد ضرورة توحيد رسالتنا للمجتمع الدولي، لإبراز أن معاناة الشعب الفلسطيني في كامل الأرض الفلسطينية المحتلة على مدار العقود الماضية، لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والعمل على تنفيذ حل الدولتين، وفقًا للمرجعيات الدولية، وأن التسويف في حل تلك القضية يعرض المنطقة والعالم بأسره لعدم الاستقرار.

السيدات والسادة،

أرحب بكم مجددا ضيوفا على مصر، وأشكركم على مباحثاتنا المثمرة اليوم، وأتطلع إلى مواصلة الحوار البناء والتنسيق المستمر بيننا، وشكرا جزيلا، واسمحوا لي أن أدعو فخامة السيدة رئيسة المفوضية الأوروبية لإلقاء كلمتها، فلتتفضل.