الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يشهدان مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة، 19 نوفمبر 2025

كلمة السيسي خلال مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى 19/11/2025

منشور الخميس 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2025
https://www.youtube.com/watch?v=ubsPzqBV15M

بسم الله الرحمن الرحيم،

فخامة السيد الرئيس فلاديمير بوتين،

رئيس روسيا الاتحادية الصديقة،

السيدات والسادة،

يسعدني في مستهل كلمتي أن أعبر عن بالغ التقدير والاعتزاز لفخامة رئيس روسيا الاتحادية الصديق العزيز فلاديمير بوتين على مشاركته في هذه الفاعلية التاريخية، التي نشهد فيها تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، إلى جانب توقيع أمر شراء الوقود النووي في خطوة محورية تضاف إلى مسيرة استكمال مشروع محطة الضبعة النووية.

وأُعرب كذلك عن خالص الشكر لفخامته على دعمه لهذا المشروع الاستراتيجي ومتابعته واهتمامه المباشر بإنجاحه. كما أتوجه بخالص الامتنان إلى جميع الضيوف الكرام على مشاركتهم.

 فخامة الرئيس بوتين،

السيدات والسادة،

نسطر اليوم صفحة جديدة مضيئة في مسيرة الوطن، فمنذ منتصف القرن الماضي ظل حلم مصر النووي يراود أبناءها، وها نحن اليوم نراه يتحقق على أرض الواقع، بفضل الإرادة والعمل والإصرار، وكذلك العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة روسيا الاتحادية، التي تعد علاقات استراتيجية راسخة تمتد لتشمل كل المجالات، وتقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك، مهما كانت التحديات الإقليمية والدولة.

ويعتبر هذا الحدث العظيم الذي نحتفي به اليوم امتدادًا لمسيرة التعاون الثنائي المثمر بين بلدينا عبر مشروعات عملاقة تركت بصماتها الواضحة على مسار التنمية والتقدم، بدءً من تشييد السد العالي في ستينيات القرن الماضي، وصولًا إلى مشروع.. المشروع القومي لإنشاء المحطة.. محطة الضبعة النووية، ذلك الصرح الوطني العملاق الذي يحمل في طياته قيمة استراتيجية كبرى لمصر، ويبعث برسالة جلية بأننا نمضي بخطواتٍ ثابتة نحو مستقبل أكثر تقدمًا واستدامة، متجاوزين كل التحديات بفضل العزيمة الصادقة والعمل الدؤوب، حتى بلغنا هذه المرحلة المتقدمة في تنفيذه، ويعد ذلك برهانًا عمليًا على أن شراكتنا لا تقتصر على التصريحات السياسية البراقة، بل تتجسد في مشروعات واقعية تترجم إلى تنمية حقيقية، تعود بالنفع المباشر على شعبينا.

وفي ظل ما يشهده العالم من أزمات متلاحقة في قطاع الطاقة، وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، تتجلى بوضوح أهمية وحكمة القرار الاستراتيجي الذي اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووي السلمي باعتباره خيارًا وطنيًا، يضمن تأمين مصادر طاقة مستدامة وآمنة ونظيفة، دعمًا لأهداف رؤية مصر 2030.

كما يعزز هذا القرار مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، ويواكب جهود الدولة الرامية إلى تحقيق التنمية الشاملة، ويمثل مشروع محطة الضبعة النووية نقلة نوعية في مسار توطيد المعرفة، واستثمارًا حقيقيًا في الكوادر الوطنية، إذ يشمل تعاونًا واسعًا في مجالات التدريب ونقل التكنولوجيا، ويتيح إعداد جيل جديد من الكوادر المصرية في تخصصات الطاقة النووية والتصنيع الثقيل، بل يضع مصر في موقع ريادي على خريطة الاستخدام السلمي للطاقة النووية. كما يساهم المشروع في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة دعما لمسيرة التنمية والازدهار.

السيدات والسادة،

في الختام، أجدد الشكر والتقدير لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، كما أتوجه بخالص الامتنان إلى جميع من أسهموا بجهودهم في تنفيذ هذا المشروع، من الخبراء والمهندسين والعمال من الجانبين المصري والروسي، على ما يبذلونه من جهدٍ مخلصٍ وتفانٍ تحقيقًا لمعدلات غير مسبوقة في التنفيذ.

وأدعو الجميع إلى مواصلة العمل بإصرار لاستكمال المشروع وفقا لأعلى المعايير العالمية، بما يرسخ مكانة مصر على خريطة الدول الرائدة في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ويعزز مسيرتها نحو مستقبل أكثر تقدمًا واستدامة.

شكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شكرًا فخامة الرئيس فلاديمير بوتين الصديق العزيز. (تصفيق)


ألقيت الكلمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث تابع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة النووية الأولى لمحطة الضبعة النووية.