صفحة المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية- فيسبوك
الرئيس السيسي يلقي كلمة في الندوة التثقيفية احتفالًا باليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر 4/10/2023

نص كلمة الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية احتفالًا باليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر 4/10/2023

منشور الثلاثاء 10 أكتوبر 2023

 

1:13:44

السيسي: خلوني إن أنا يعني أوجه لكم الشكر، معالي الأمين العام وأستاذي اللوا طلحة اللي إحنا نقدره ونبجله ونحترمه لعلمه، يعني إحنا من الجيل اللي اتعلمنا من.. (تصفيق)

وأنا، يعني، ها أتكلم الأول أقول آآ الهزيمة إمتى؟ الهزيمة عندما تقبلها، الهزيمة عندما تقبلها. أنا عايز أقول لكو إن حالة الهزيمة كانت حالة هزيمة في الميدان العسكري، أنا بتكلم على 67. لكن خلي بالكم، حالة التحدي القومي كانت يوم 9 يونيو، عندما خرج المصريين 9 يونيو، مش كدا؟ عندما تنحى الرئيس جمال عبد الناصر، وقالوا لأ.

أنا عايز أقول إيه؟ ده.. ده كان أمر بالنسبة للواقعة، الواقعة الهائلة بتأثيراتها الضخمة جدًا على مصر وعلى الجيش وعلى حتى الـ، الأمة العربية كلها، كان هائل، لكن برغم من كدا المصريين خرجوا، وما حدش يشوه الفكرة دي، لأن في ناس كتير يقول لك إيه، دي كانت مترتبة، مترتبة الخروج.. لا، المصريين خرجوا عشان يقولوا إن مش قابلين الهزيمة، والجيش خلصان، والإسرائيليين موجودين في سينا كلها.

إذن أول نقطة عايز أقولها لكل من مهتم بالقضية وعايز يعرفها، القضية مش بدأت في 73، القضية بدأت في أعقاب الضربة، في وسط حالة الألم والهزيمة خرج المصريين وقالوا لأ، إحنا مش هانـ.. واستحملوا، من 67 لـ73 ظروف هائلة، وضخمة، على كافة المستويات.

صحيح كان في دعم عربي، لكن كل موارد مصر، كل موارد مصر تم تخصيصها لصالح المجهود الحربي. ولكوا أن تدركوا إن الشعب المصري في الوقت ده كان يعني بيخرج يجيب حاجته بالطابور.. بالطابور، للناس الـ.. هي القضية بتاعة الوعي اللي أنا أقصدها إيه؟ إن غياب المشاهدة، غياب الـ..هه، الحضور اللي بيتكلم غير اللي عاش.. فإنت عايز تقول للي بيسمع "إنت ما شوفتش ده"، لازم حد يدوقهم، مش بـ، مش، يعني، يدوقهم بالحكاية، بعمقها، حجم الجهد والإصرار اللي حطوه المصريين عشان رفضًا للهزيمة.

وأنا عايز أقول لكو إن ممكن يكون الكلام ده أدهش الإسرائيليين نفسهم، كانوا متوقعين إن الموضوع ده ها يترتب عليه إن فعلًا ها يخرج من المشهد آآ في مصر رئيس مصر، وها أقول للناس في مصر تعرف إن كان، أنا في تقديري، ويمكن سيادة اللوا طلحة ياخد ويدي معايا في دي، أنا كنت بعتبر إن أحد عناصر قوى الدولة الشاملة في مصر في ذلك الوقت هو شخص الرئيس، هو شخص الرئيس. (تصفيق)

و.. وبالتالي، كان تحدي آخر في سنة 70 عندما آآ توفى الرئيس جمال عبد الناصر. ده كانت ضربة كبيرة جدًا جدًا، وكانت قاسية جدًا جدًا على وجدان الشعب المصري.

النقطة التالتة اللي عايز أقولها في، في المسألة ديت، إن إحنا كنا آآ بنتأثر بالبيئة الدولة اللي موجودة، وكان في صراع بين قوتين عظميتين، القوة متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، والقوة الأخرى متمثلة في الاتحاد السوفييتي. لما أنا أقول لك وده دلوقتي إنت ما تقدرش.. الجيل اللي ما عاش، ما عاشّ وشاف الحكاية ديت، ما يقدرش يقول تأثيرها على مجريات الأحداث إيه.

يعني كانت على حد ما، إلى حد ما، أول حد كبير يمكن، كانت بيقرر مصائر الدول على الـ.. المباحثات اللي بتجريها هذه القوى العظمى، اللي هي الاتحاد السوفييتي، والولايات المتحدة. الكلام ده إتغير بعد 90 و91 وحصل حاجات تطورات كتير، لكن في الوقت اللي إحنا بنتكلم فيه ده كان ده ليه تأثير كبير جدًا على استعادة قدراتنا وبناء قدراتنا اللي تمكنا من إن إحنا آآ نستكمل المهمة ونستعيد أرضنا.

نقطة مهمة قوي أنا عايز أقولها، يعني نختلف، مش.. مع كل اللي بيتكلم على الموضوع، لو عشت ودقت الحالة من 67 لـ73، ها تعرف إن مصر مش انتصرت، مصر قفزت.. مصر قفزت. (تصفيق)

ليه بقى؟ لما يكون في طرفين متساويين في القدرة وفي القوة، ومن ضمنها القوة المعنوية، المنتصر قوته المعنوية تختلف عن القوة المعنوية للمنهزم. فـ.. لما يكون القوة منهزمة، وهي القوة المصرية في ذلك الوقت، أو القوة العربية في ذلك الوقت، و، و.. وحصل آآ، يعني، تدمير كامل للقدرات العسكرية للجيوش، وخاصة قدرة الجيش المصري.. الكلام كان بيتقال، و.. وده موجود، موشى ديان في الوقت دوت قال مصر تحتاج 50 سنة عشان إعادة بناء جيشها اللي تم تدميره.

إذن، اللي يستطيع في ظل الظروف دي كلها بالكامل، هزيمة كاملة، إحباط كامل، فقد للثقة، غياب لقائد كان هم متعودين عليه بقالهم 16 سنة، من 52 لـ70، وكان له، يعني، كان بيعتبر آآ رقم كبير جدًا في معادلة القوة بتاعة الدولة المصرية، ويمكن العربية...

كل ده، ويستطيع الجيش إنه يكسر حاجز الخوف، وعدم الثقة، وفرق القوة، وفرق القوة الضخم جدًا ما بين ما كنـ، ما لدينا، وما لديهم، لأ، ده ماكانش انتصار.

 إنت بتتكلم على، من أنهي منظور؟ إنت الجسر الجوي الأمريكي كان بينزل دبابات الـ M60 في مطار العريش، ونلاقي الدبابات عاملة 80 كيلو و 100 كيلو، أثناء الدبابات الإسر... اللي هي الـ.. اللي تم آآ تعويض الطائرات الفانتوم اللي سقطت في معركة.. المعارك كلها، المنصورة، والمعارك اللي تمت في الفترة ديت، وتآكل سلاح الطيران الإسرائيلي في المعركة ديت، بالمفردات بتاعة القوة اللي كانت موجودة، واللي كانت هي في الوقت ده لصالح إسرائيل، تمكن الجيش المصري بالفكر، والتخطيط، والتدريب، والعزيمة، والروح المعنوية، إنه يحقق.

لكن إنت لما تيجي تقول لي النهار ده إن يبقى في جسر جوي ضخم، بيقول في واتقال النهار ده من... إحنا بنقول الكلام ده مش.. مش بنستدعي حالة من.. يعني.. لأ، ده إحنا بنحكي إزاي نفهم الحكاية.

 لما ييجي النهار ده يقول كيسنجر في مذكراته إن كان القرار عدم السماح بهزيمة الجيـ.. الأسلـ، السلاح الغربي، يعني القرار على مستوى الـ.. القوتين، كان في حاجة إحنا بنتأثر بيها تأثير كبير جدًا جدًا.

وبالتالي بقول لكل من، إحنا كدولة، آه علينا، علينا دور، ودور نعمله، ونعمله بالموضوعية لأن إحنا عايزين آآ دايمًا في تعاملنا بعد إذنكم إن إحنا نبقى دايمًا الـ.. الحق دايما ما حدش يقدر يـ.. يعني يتغلب عليه، والصدق دايمًا ما حدش يقدر يتغلب عليه.

فعايزين دايما وإحنا بنتكلم كدا، عايزين تعرفوا الحكاية؟ ما ينفعش إنك إنت ترد عليها بعنوان تسمعه، أو بمقولة تتردد هنا ولا هنا، لازم تسمع وتقرا كويس، وتـ.. لأنها بلدك.. إذا كنت إنت مهتم وعايز تعرف الحكاية.

أنا.. لما بقول أنا هنا، أنا كان في الوقت ده عندي 13 سنة سنة 67. والله أنا فاكر كل.. كل حاجة اتعملت، كل حاجة اتعملت، من شدوان لراس العش، للمدمرة إيلات، لحريق الزيتية، لبالوظة ورمانة.. أي بيان اتقال في الوقت ده، كنت أنا موثقه، جايب جرايده وحاططها بالإضافة للي بسمعه والكتب اللي خرجت تتكلم عن الوقائع دي كلها.

أنا عايز، كنت أتمنى، أنا قلت الكلام ده مرة قبل كدا، في مقالة، مقالة واحدة، من ضمن المقالات اللي اتقالت، كان ضمن الخطة الـ، الخداع الاستراتيجي، كان كاتبها الكاتب الراحل المفكر العظيم محمد حسنين هيكل، كان بيتكلم فيها عن محاولات الجيش المصري للعبور وإيه النتايج اللي ممكن تحصل فيها. أنا قريت المقالة دي، كنت بقرا في الوقت دوت كل المقالات اللي بتصدر عن الحرب، والصراع اللي موجود وحرب الاستنزاف ومبادرة روجرز وكدا.. لما تقرا، المقالة دي لو أنا جبتها لكو دلوقتي، شوف بقعد هي بقالها أكتر من، من 51 أو 52 سنة لأن هي اتعملت في فترة ما بعد السبعينات يعني، بعد 71، 72 في الفترة ديت، لو جبت لكو المقالة وشوفتوها وقريتوها، ها تعرفوا قد إيه حجم القفزة.

والله لا أبالغ، مش عشان أنا مصري، أو عشان أنا ظابط جيش، لا لا لا.. ده ما كانش ممكن، ده ما كانش ممكن حد تاني يعملها إلا الجيش المصري في الوقت ده؟ (تصفيق)


4:02:11

السيسي: بسم الله الرحمن الرحيم، يوم جميل قوي النهار ده، إحنا سعدنا واتشرفنا والتقينا بالقادة والأبطال اللي كان على إيديهم كان في نصر عظيم لبلد عظيمة.

فـ.. مش ها أنسى قبل ما أبدأ كلمتي إن أنا أقول، وأطلب، إحنا صحيح عملنا تحية الشهيد، لكن لو تسمحوا لي إن إحنا كمان نحييهم مرة تانية، كل شهداءنا، سواء اللي كانوا في حرب أكتوبر، أو حتى أثناء حرب الاستنزاف، أو كل الحروب اللي فاتت قبل كدا، ولغاية النهار ده...

اتفضلوا استريحو..

بسم الله الرحمن الرحيم،

السيدات والسادة،

أبطال ورجال القوات المسلحة المصرية الباسلة،

شعب مصر العظيم،

أتقدم إليكم بخالص التهنئة في الذكرى الـ50 لانتصار السادس من أكتوبر عام 1973، عيد القوات المسلحة، يوم حولت مصر الجرح وآلامه إلى طاقة عمل عظيمة، عبرت بها الحاجز الذي كان منيعًا بين الهزيمة والنصر، وبين الانكسار والكبرياء، وأزالت بعقول وسواعد أبنائها جميع أسوار الحصار واليأس، لتنطلق حاملة مشاعل الأمل والنور للشعب المصري والأمة العربية.

إن.. إن في هذا النصر الفريد ما يستوجب لوقوف أمامه لسنوات، بل لعقود وعقود، للتعلم والتدبر، قيم عندما حضرت حضر النجاح والتفوق، التخطيط العلمي المحكم والدقيق، الذي لا يترك شيئًا إلا وتحوط له بما يلزم، التنسيق المنظم الذي يستغل جميع القدرات والإمكانات، فيصل بأداء المنظومة إلى أعلى درجاتها، والتنفيذ المنضبط الراقي في أدائه، والمبهر في نظامه وترتيبه، والروح الوطنية القتالية التي استعانت على التحدي الهائل بالمخزون الحضاري العميق للأمة المصرية من القوة والبأس، والثقة بالذات، وقبل كل ذلك، وبعده، كان الإيمان بالله، إيمان الواثقين العارفين بأن نصر الـ.. بأن نصر الله قريب، يكافئ به المخلصين المجتهدين أصحاب القضايا العادلة.

شعب مصر العظيم،

إن كل هذه القيم والمبادئ والصفات تجسدت في الإنسان المصري، في قواتكم المسلحة الباسلة، البارة بوطنها، جيل أكتوبر العظيم، الذي ارتفعت قامته فوق ارتفاع المحنة، وأثبت مجددًا أن لمصر رجالًا في كل عصر يعرفون قدرها العظيم، وقادرون دائمًا بإذن الله على صون الوطن ورفعته.

تحية احترام وتقدير من شعب مصر العظيم لقواته المسلحة الوفية لدورها الوطني المقدر، في الحرب والسلم، لإخلاصها الدائم، واحترافيتها المتميزة، واستعدادها لجميع التحديات التي تواجه الوطن.

وتحية من القلب للزعيم القائد محمد أنور السادات... (تصفيق) وتحية من القلب للزعيم القائد محمد أنور السادات، البطل، الذي استشهد في نصب السلام، بعد أن كُلل جبينه بشرف الحرب من أجل الوطن. تحية له ولشهداء مصر الأبرار في حرب أكتوبر، الذين ارتوت أرض هذا الوطن العزيز بدمائهم الغالية، وسطروا أسماءهم خالدة في دواوين الشرف والبطولة.

شعب مصر الكريم،

إن سيناء أمانة غالية في أعناقنا جميعًا نحن المصريين، استعدناها بثمن مرتفع، وقدمنا من أجلها تضحيات جديدة، وبات علينا واجب تعميرها وتنميتها، بما يتناسب مع طموحنا العظيم لوطننا، وهو ما بدأنا فيه بالفعل، بحجم أعمال لم تشهده من قبل، فتم إنفاق مئات المليارات من الجنيهات، وهو إنفاق مهما زاد لا يعوضنا قطرة دم من دماء أبنائنا الطاهرة، التي سالت فوق هذه الأرض الغالية، سواء لاستردادها من الاحتلال، أو تطهيرها من الإرهاب، وهي الحرب الأخيرة التي امتدت أكثر من 10 سنوات كاملة.

وسيأتي اليوم الذي نقص فيه بالكامل روايتها، ليعرف الجميع أن المصريين عازمون على الاحتفاظ بكل ذرة رمال في بلادهم، وتنمية مواردها، وتطويرها، والانطلاق بمصر من خلال بناء مقومات القوة الشاملة، اقتصاديًا، وتكنولوجيًا، وتنمويًا، لتصل مصر بإذن الله، وفي وقت ليس ببعيد، إلى المكانة التي يصبو إليها شعبها العظيم، وتتسق مع تاريخها المجيد.

في الختام، أتوجه إليكم بالتحية مجددا، كل عام وأنتم بخير، (تصفيق) ومصر... والأمة العربية والإنسانية كلها في سلام واستقرار وازدهار. ودائمًا وأبدا تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ألقيت الكلمة ، في محافظة القاهرة، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فعاليات الندوة التثقيفية بمناسبة الذكرى الـ50 لنصر حرب أكتوبر، والاحتفال بيوبيلها الذهبي، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من قادة القوات المسلحة، والوزراء.