هنا غزة.. مبادرة تقدّمُ قراءاتٍ لنصوصٍ صاغَها شعراءُ وكتابُ سردٍ ومسرحيّون تحتَ القصفِ الإسرائيلي

هنا غزة| نصوص أدبية كُتبت تحت القصف الإسرائيلي

منشور الأربعاء 15 نوفمبر 2023 - آخر تحديث الأربعاء 15 نوفمبر 2023

ماذا يُمكنُ أن يفعلَ الأديب والفنان في مواجهةِ المجزرة؟ كيف يستطيعُون، ونحنُ مَعهمْ، الدفاعَ عن أنفسِهِم وأهليهٍم ضدَ واحدٍ من أقوى جيوشِ العالمِ؟ هل ننتظرُ حتى يتوقفَ القتلُ ثم ندفن مَوتانا ونرثيهم؟ أنكتفيَ بإرسالِ مساعداتٍ لا تلبّي غيرَ أقلِ من واحدٍ في المئة مما يحتاجُه أهلُ غزة؟ هل نوثّقُ هذه الجريمةَ الوحشيةَ حتى لا تُنسى وحتى يمكن محاسبة مرتكبيها؟ أم نبكي؟ أم نصرخُ غضبًا؟ هل نطلبُ من العالمِ المساعدةَ؟

نفعلُ ذلك كلَّه، ولكنَّ أهمَّ ما يمكنُ فعلُه في مواجهةِ القتلِ؛ تقديرُ الحياةِ والاحتفاءُ بها. يعيشُ في غزّة مليونان ونصف المليون إنسان، فلاحون ومهندسون وأطباء ومعلمون وأصحابُ أعمالٍ صغيرةٍ وكبيرةٍ، وطلابٌ وعمالٌ وأكاديميون ورباتُ بيوتٍ. وأيضًا، وبالتأكيد: أدباء وموسيقيون ومسرحيون وفنانون تشكيليون وسينمائيون. هؤلاء كلهم حياةُ غزة التي ستستمرُ رغمَ المذبحة. أقلُّ ما يمكننا فعلُه نحن الذين نعيشُ خارجَها أن نكون صوتًا ومنصةً لمن يعيشُ في الداخل، بالتحديد للأدباء والفنانين الذين يكتبون الحياة في مواجهة الموت.

"هنا غزة" سلسلةٌ من الفيديوهاتِ القصيرةِ بمبادرةٍ من مؤسسة العمل للأمل، بالاشتراكِ مع أفلام سين، بالتعاون مع المنصة ورصيف22، تقدّمُ قراءاتٍ لنصوصٍ صاغَها شعراءُ وكتابُ سردٍ ومسرحيّون تحتَ القصفِ الإسرائيلي، كإشارةٍ تدلُّ على الحياةِ، خلالَ الأسابيعِ التي تلتْ يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023. تؤدّي هذه القراءاتِ شخصياتٌ فنيةٌ وأدبيةٌ وإعلاميةٌ معروفةٌ من المنطَقةِ العربيةِ والعالمِ. ستُنشَر الفيديوهات والنصوصُ يوميًا اعتبارًا من يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني.

الأم في غزة

الأم في غزة لا تنام... الأم في غزة لا تبكي... الأم في غزة ليست ككل الأمهات.

نعمة حسن_ 18-11-2023

الأم في غزة

كيفَ حالُك؟

في قبرٍ جماعيٍّ رطبٍ.
وضعوني مع زوجي وأبي وأمي وإخوتي وأطفالي أيضًا.
لن أكونَ في هذه العتمةِ وحيدةً

نسرين سليمان_ 19-11-2023

كيفَ حالُك؟

أحلمُ بموتٍ مدوٍّ جدًا

دمروا أكثر، فجّروا أكثر، واحفروا بالموت كلَّ الأرض أكثر، فأرضنا نايٌ كبيرٌ كلما ثقّبته أعطاك لحنًا جديدًا.

حيدر الغزالي _ 21-11-2023

أحلمُ بموتٍ مدوٍّ جدًا

كَم أنا قوية

ماذا لو كنتُ أنا ضحيتَه التالية؟
لن يغيّرَ هذا شيئًا من حقيقةِ روحي سوى أنني سأنتقلُ حيث كنتُ أحلمُ دومًا.

أميرة حمدان_ 23-11-2023

كَم أنا قوية

أعيش هذه الإبادة بخيالات ثلاثة صغار

أولهم، كان يختفي تحت شرشفه.. ويقول أريد أن أكون شبحًا كي لا تراني الطائرة. وثانيهم، كان يقول عن صوت قصف الزوارق الحربية صوت أخطبوط البحر..

فداء زياد_ 25-11-2023

أعيش هذه الإبادة بخيالات ثلاثة صغار

المجد للحياة.. نكاية في الوحش

بأظافري أنبش عن أسماء الناجين.. ليت رحمي يتسع لهم.. أخبئهم وأعيد ولادتهم

فداء زياد_ 27-11-2023

المجد للحياة.. نكاية في الوحش

أحلامُنا بسيطةٌ جدًا

أريدُ أن تمشوا في جنازتي.. أن تُلقوا على وجهيَ الزهور.. هذا لأنني أريدُ وجهي.. ولأنني لا أحبُ الانتظار

حيدر الغزالي _ 29-11-2023

أحلامُنا بسيطةٌ جدًا

اليومُ هو البارحة

كنا نخافُ العتمةَ يا الله.. لنجدَ أنفسَنا لا نهار لنا، ولا عتمة.  لم يتركوا لنا الوقت يا الله 

بيسان عبد الرحيم_ 1-12-2023

اليومُ هو البارحة

لم تكن الفتنةُ نائمةً

أولُ القتلى سيحملُ اسمًا ورقمًا.. وربما لونُ حذائه ستذكرُه الطبولُ.. سيكون محظوظًا، مُعَرّفًا بالشهيد.

عثمان حسين _ 3-12-2023

لم تكن الفتنةُ نائمةً

يمكنُني أن أكتبَ قصيدةً

يمكنُني أن أكتبَ قصيدةً.. بالخذلانِ المُدوّي.. بالصمتِ العاري.. بالحيادِ اللزج

يوسف القدرة _ 5-12-2023

يمكنُني أن أكتبَ قصيدةً

مَن يعيدُ لنساءِ غزة ضجرَهُنَّ العادي؟!

مَن يعيدُ لحظةَ الاستيقاظِ في الصباحِ العادي.. وكسلَ الصغيرِ الذي يسألُها خمسَ دقائقَ نومٍ أخرى.. ليُكملَ الحُلم؟!

هند جودة_ 7-12-2023

مَن يعيدُ لنساءِ غزة ضجرَهُنَّ العادي؟!

لا سُكّر في المدينة!

أريدُ أن أخبزَ كعكةً ولا سكرَ في المدينة، لا ابتساماتٍ تهطلُ في الوجوه العابرة، لا شرفاتٍ تطلُّ على الأحلام، والنوافذ لم تعدْ إلى أماكنِها منذُ آخرِ الحروب!

هند جودة_ 9-12-2023

لا سُكّر في المدينة!

غزة مفاجأةُ الله

لا ركبٌ في غزة لتركعَ عليها، لو كان ذلك لفعلَت منذ زمنٍ بعيد. غزة غيومٌ تحلّقُ في السماء، غزة اللعنةُ الأبدية، غزة مفاجأةُ الله، أنْ لا خوفَ عليهم، ولا هم ييأسون.

محمود جودة _ 12-12-2023

غزة مفاجأةُ الله

واو العطف

أسماءُ الشهداءِ كلُها مَصحوبةٌ بواو عطفٍ، استُشِهد فلانْ وأمُه وأبوه وأبناؤه ومربعُه السكنيّ وذاكرتُه وأحلامُه وأيامٌ كانت تنتظرُه.. وهكذا..

مريم قوش_ 14-12-2023

واو العطف

اعتادت الحربُ علينا

في غزة نذهبُ للحربِ كأننا ذاهبونَ لنشجّعَ فريقَنا في لعبةِ الكرة، نهتفُ ويشتدُ صُراخُنا كلّما أحرزنا شهيدًا إضافيًا أو هُدِمَ لنا بيتٌ آخرْ. نحن في غزة مصابون بهستيريا الشهادةِ.

ناصر رباح _ 16-12-2023

اعتادت الحربُ علينا