
تصوير: سالم الريس
أحد الشبان الفلسطينيين وسط قنابل الغاز والإطارات المشتعلة على الحدود الشرقية لمدينة غزة
اليومُ هو البارحة
هنا غزة| نصوص أدبية كُتبت تحت القصف الإسرائيلي
منشور
الجمعة 1 ديسمبر 2023
- آخر تحديث
السبت 2 ديسمبر 2023
اليومُ هو البارحة
والبارحةُ ممتدُّ من وجعٍ قديم
لا أريدُ أن أصبحَ كاتبةً
لا حلم لي لغدٍ
ولا شيء أقفُ عليه سوى إيماني الوحيد
اليوم 12 أكتوبر 2023،
الساعةُ الواحدة ظهرًا،
كيف أصبحَ نهارُنا مخيفًا؟!
كنا نخافُ العتمةَ يا الله
لنجدَ أنفسَنا لا نهار لنا، ولا عتمة.
لم يتركوا لنا الوقت يا الله
بيسان عبد الرحيم، كاتبة فلسطينية كتبت هذا النص من داخل غزة في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحت القصف الإسرائيلي.
هذه القصة من ملف هنا غزة| نصوص أدبية كُتبت تحت القصف الإسرائيلي
ماذا يعني أن تكون شاعرًا في زمن الحرب؟
ماذا يعني أن تكون شاعرًا في زمن الحرب؟ ماذا يعني أن تكونَ آمنًا في زمنِ الحربِ؟
الأم في غزة
الأم في غزة لا تنام... الأم في غزة لا تبكي... الأم في غزة ليست ككل الأمهات.
كيفَ حالُك؟
وضعوني مع زوجي وأبي وأمي وإخوتي وأطفالي أيضًا.
لن أكونَ في هذه العتمةِ وحيدةً
أحلمُ بموتٍ مدوٍّ جدًا
دمروا أكثر، فجّروا أكثر، واحفروا بالموت كلَّ الأرض أكثر، فأرضنا نايٌ كبيرٌ كلما ثقّبته أعطاك لحنًا جديدًا.
كَم أنا قوية
لن يغيّرَ هذا شيئًا من حقيقةِ روحي سوى أنني سأنتقلُ حيث كنتُ أحلمُ دومًا.
أعيش هذه الإبادة بخيالات ثلاثة صغار
أولهم، كان يختفي تحت شرشفه.. ويقول أريد أن أكون شبحًا كي لا تراني الطائرة. وثانيهم، كان يقول عن صوت قصف الزوارق الحربية صوت أخطبوط البحر..
المجد للحياة.. نكاية في الوحش
بأظافري أنبش عن أسماء الناجين.. ليت رحمي يتسع لهم.. أخبئهم وأعيد ولادتهم
أحلامُنا بسيطةٌ جدًا
أريدُ أن تمشوا في جنازتي.. أن تُلقوا على وجهيَ الزهور.. هذا لأنني أريدُ وجهي.. ولأنني لا أحبُ الانتظار
اليومُ هو البارحة
كنا نخافُ العتمةَ يا الله.. لنجدَ أنفسَنا لا نهار لنا، ولا عتمة. لم يتركوا لنا الوقت يا الله
لم تكن الفتنةُ نائمةً
أولُ القتلى سيحملُ اسمًا ورقمًا.. وربما لونُ حذائه ستذكرُه الطبولُ.. سيكون محظوظًا، مُعَرّفًا بالشهيد.
يمكنُني أن أكتبَ قصيدةً
يمكنُني أن أكتبَ قصيدةً.. بالخذلانِ المُدوّي.. بالصمتِ العاري.. بالحيادِ اللزج
مَن يعيدُ لنساءِ غزة ضجرَهُنَّ العادي؟!
مَن يعيدُ لحظةَ الاستيقاظِ في الصباحِ العادي.. وكسلَ الصغيرِ الذي يسألُها خمسَ دقائقَ نومٍ أخرى.. ليُكملَ الحُلم؟!
لا سُكّر في المدينة!
أريدُ أن أخبزَ كعكةً ولا سكرَ في المدينة، لا ابتساماتٍ تهطلُ في الوجوه العابرة، لا شرفاتٍ تطلُّ على الأحلام، والنوافذ لم تعدْ إلى أماكنِها منذُ آخرِ الحروب!
غزة مفاجأةُ الله
لا ركبٌ في غزة لتركعَ عليها، لو كان ذلك لفعلَت منذ زمنٍ بعيد. غزة غيومٌ تحلّقُ في السماء، غزة اللعنةُ الأبدية، غزة مفاجأةُ الله، أنْ لا خوفَ عليهم، ولا هم ييأسون.
واو العطف
أسماءُ الشهداءِ كلُها مَصحوبةٌ بواو عطفٍ، استُشِهد فلانْ وأمُه وأبوه وأبناؤه ومربعُه السكنيّ وذاكرتُه وأحلامُه وأيامٌ كانت تنتظرُه.. وهكذا..
اعتادت الحربُ علينا
في غزة نذهبُ للحربِ كأننا ذاهبونَ لنشجّعَ فريقَنا في لعبةِ الكرة، نهتفُ ويشتدُ صُراخُنا كلّما أحرزنا شهيدًا إضافيًا أو هُدِمَ لنا بيتٌ آخرْ. نحن في غزة مصابون بهستيريا الشهادةِ.
اعتادت الحربُ علينا
ثقافة_
16-12-2023

واو العطف
ثقافة_
14-12-2023

غزة مفاجأةُ الله
ثقافة_
12-12-2023

لا سُكّر في المدينة!
ثقافة_
9-12-2023

مَن يعيدُ لنساءِ غزة ضجرَهُنَّ العادي؟!
ثقافة_
7-12-2023

يمكنُني أن أكتبَ قصيدةً
ثقافة_
5-12-2023
