
الأم في غزة
هنا غزة| نصوص أدبية كُتبت تحت القصف الإسرائيلي
الأم في غزة لا تنام...
تنصت للعتمة،
تتفقد حواشيها،
تفرز الأصوات صوتًا صوتًا،
لتنتقي لها حكاية تليق بها،
تهدهد بها أطفالها،
وبعد أن يغفو الجميع
تقف درعًا أمام الموت.
الأم في غزة لا تبكي
تجمع الخوف،
الغضب،
والدعاء في رئتيها،
وتنتظر أن ينتهي أزيز الطائرات،
ليتحرر الزفير.
الأم في غزة ليست ككل الأمهات
تصنع الخبز بملح طازج من عينيها...
وتطعم أبناءها للوطن.
نعمة حسن، شاعرة فلسطينية كتبت هذا النص من داخل غزة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحت القصف الإسرائيلي.
"هنا غزة" سلسلةٌ من الفيديوهاتِ القصيرةِ بمبادرةٍ من مؤسسة العمل للأمل، بالاشتراكِ مع أفلام سين، بالتعاون مع المنصة ورصيف22، تقدّمُ قراءاتٍ لنصوصٍ صاغَها شعراءُ وكتابُ سردٍ ومسرحيّون تحتَ القصفِ الإسرائيلي، كإشارةٍ تدلُّ على الحياةِ، خلالَ الأسابيعِ التي تلتْ يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023. تؤدّي هذه القراءاتِ شخصياتٌ فنيةٌ وأدبيةٌ وإعلاميةٌ معروفةٌ من المنطَقةِ العربيةِ والعالمِ.
هذه القصة من ملف هنا غزة| نصوص أدبية كُتبت تحت القصف الإسرائيلي
ماذا يعني أن تكون شاعرًا في زمن الحرب؟
ماذا يعني أن تكون شاعرًا في زمن الحرب؟ ماذا يعني أن تكونَ آمنًا في زمنِ الحربِ؟
كيفَ حالُك؟
وضعوني مع زوجي وأبي وأمي وإخوتي وأطفالي أيضًا.
لن أكونَ في هذه العتمةِ وحيدةً
أحلمُ بموتٍ مدوٍّ جدًا
دمروا أكثر، فجّروا أكثر، واحفروا بالموت كلَّ الأرض أكثر، فأرضنا نايٌ كبيرٌ كلما ثقّبته أعطاك لحنًا جديدًا.
كَم أنا قوية
لن يغيّرَ هذا شيئًا من حقيقةِ روحي سوى أنني سأنتقلُ حيث كنتُ أحلمُ دومًا.
أعيش هذه الإبادة بخيالات ثلاثة صغار
ويقول أريد أن أكون شبحًا كي لا تراني الطائرة،
وثانيهم، كان يقول عن صوت قصف الزوارق الحربية
صوت أخطبوط البحر
المجد للحياة.. نكاية في الوحش
ليت رحمي يتسع لهم
أخبئهم
وأعيد ولادتهم
أحلامُنا بسيطةٌ جدًا
أريدُ أن تمشوا في جنازتي.. أن تُلقوا على وجهيَ الزهور.. هذا لأنني أريدُ وجهي.. ولأنني لا أحبُ الانتظار
اليومُ هو البارحة
كنا نخافُ العتمةَ يا الله.. لنجدَ أنفسَنا لا نهار لنا، ولا عتمة. لم يتركوا لنا الوقت يا الله
لم تكن الفتنةُ نائمةً
أولُ القتلى سيحملُ اسمًا ورقمًا.. وربما لونُ حذائه ستذكرُه الطبولُ.. سيكون محظوظًا، مُعَرّفًا بالشهيد.